نون والقلم

السيد زهره يكتب: النظام الإرهابي يريد أن يساعد!!

هذا أمر معروف عن الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني.

هو خطاب يقوم على الكذب والتضليل، ويتسم بالبجاحة والصفاقة.

في الوقت الذي ينشر فيه النظام الإيراني الإرهاب والدمار والخراب في المنطقة ويسعى إلى تقويض أي امن واستقرار للدول العربية، يزعم الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني باستمرار الحرص على السلام والاستقرار.

الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني حاله هنا مثل حال الإرهابي الذي يزهق أرواح الأبرياء بلا رحمة، ثم تكون لديه الصفاقة كي يتحدث عن القيم والمثل الدينية النبيلة. ومثله مثل القاتل المحترف الذي تكون لديه من البجاحة ما يكفي كي يتحدث عن حرمة الحياة الإنسانية. ومثله مثل تاجر المخدرات الذي يلقي محاضرات عن حماية الناس من أخطار المخدرات والحرص على حياتهم.. وهكذا.

هذا هو حال الخطاب السياسي والاعلامي الإيراني بالضبط.

وإذا اردنا مثالا واحدا على هذا، يكفي فقط أن نتأمل ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية قبل يومين.

وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت بيانا ترتدي فيه ثوب البراءة وتدعي الحرص الشديد جدا على ان يحل السلام في اليمن وأن تنجح محادثات السلام. ولم تكتف بهذا، بل أعلنت استعداد إيران لتقديم المساعدة في هذه المحادثات لإنهاء الأزمة.

هذه قمة البجاحة والصفاقة.

الخارجية الإيرانية تتحدث كما لو كانت إيران دوما من أحرص الناس على سلام واستقرار اليمن. هذا في الوقت الذي يعلم فيه العالم كله ان محنة اليمن وأزمة شعبها لم تظهر أصلا لولا النظام الإيراني ودوره الإرهابي الاجرامي.

الأمر المؤكد ان أزمة اليمن لم تكن لتنفجر وتتفاقم وتصل إلى ما وصلت اليه لولا مشروع إيران الإرهابي الذي سعى إلى السيطرة على مقدرات اليمن وتهديد السعودية وكل دول الخليج العربية.

لم تكن الأزمة لتتفاقم لولا الدور الاجرامي الذي لعبه المتمردون الإرهابيون الحوثيون خدمة للمشروع الطائفي التوسعي الإيراني.

كان دور النظام الإيراني على هذا النحو هو بالذات الذي دفع السعودية ودول التحالف العربي لشن حرب «عاصفة الحزم»، فلم يكن من الممكن ترك اليمن يسقط بيد إيران، ويصبح قاعدة تهديد دائم لكل دول المنطقة.

والعالم كله يعلم أن هذه الحرب ما كان لها ان تستمر طوال هذه الفترة لولا الدعم الهائل الذي لا يتوقف الذي يقدمه النظام الإيراني للمتمردين الحوثيين بالسلاح والمال وكل سبل الدعم، ولولا تحريضهم للحوثيين على استهداف السعودية بالصواريخ الإيرانية، ولولا اجبارهم للحوثيين على رفض أي دعوات لتنفيذ القرارات الأممية ووقف عدوانهم.

بأي وجه بعد كل هذا، تأتي الخارجية الإيرانية وتزعم حرصها على السلام في اليمن؟

بالطبع، لا يفوت على احد أن وراء بيان الخارجية الإيرانية غرضا خبيثا آخر. بالحديث عن عرض المساعدة في المحادثات، تشير الخارجية إلى رغبة إيران في ان تكون شريكا في هذه المحادثات. بالضبط كما فرضت إيران نفسها طرفا في أي محادثات تتعلق بسوريا، تريد الآن وبالإرهاب أيضا ان تفرض نفسها على محادثات اليمن.

أما ذروة البجاحة والصفاقة، فقد تمثلت فيما كتبه وزير الخارجية الإيراني بعد صدور هذا البيان. قال انه كي تنجح المحادثات وتنتهي الأزمة، فإن العالم لديه مسؤولية بدعم الحوار عبر وقف تسليح السعودية ودول التحالف العربي.

وزير خارجية إيران يريد من العالم أن يوقف تسليح دول التحالف التي تقاتل من اجل تحرير اليمن ويطلق في نفس الوقت العنان للنظام الإيراني بتقديم السلاح، بما في ذلك الصواريخ البالستية لاستهداف السعودية، إلى المتمردين الحوثيين، ويعتبر هذا شرطا لنجاح المحادثات.

نقول هذا لأنه من المفروض ان تنطلق قريبا محادثات اليمن في السويد. بالطبع الكل يتمنى ان تنجح هذه المحادثات في وضع حد للحرب على أسس مقبولة. لكن الأمر المؤكد ان هذه المحادثات لا يمكن ان تحقق أي نجاح على الاطلاق إذا كان للنظام الإيراني أي علاقة بها بأي شكل. ويستحيل ان تحقق أي تقدم إذا ظل المتمردون الحوثيون مرتهنون للنظام الإيراني وينفذون تعليماته وأوامره.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى