نون والقلم

السيد زهره يكتب: الحملة الجديدة على السعودية

أوساط سياسية وإعلامية في الغرب تشن هذه الأيام حملة ضارية جديدة على السعودية ودول الخليج العربية.

من المهم جدا أن نتابع هذه الحملة وما يثار فيها، وأن يتابعها المسؤولون في دولنا، فهي تنطوي على جوانب وأبعاد خطيرة، وتكشف عن الكثير عن أهداف ومخططات الذين يقفون وراءها.

 في الأيام الماضية، قرأت عددا كبيرا من التحليلات والتقارير التي تندرج في إطار هذه الحملة، وقد لاحظت أنها جميعا تثير نفس الموضوعات وتطرح نفس المواقف والآراء.

كل الذين شاركوا في الحملة من كتاب ومحللين ينطلقون من موقف السعودية من كندا، والإجراءات المعروفة التي اتخذتها ضدها، ويتخذون هذا ذريعة ومبررا للهجوم على السعودية.

من متابعة الكتابات بهذا الشأن، لاحظت أنها تدور كلها حول محورين أساسيين:

الأول: انتقاد السياسات السعودية الداخلية والخارجية.

والثاني: انتقاد العلاقات الوثيقة بين أمريكا والسعودية والتحالف القائم عموما مع دول الخليج العربية.

أما عن السياسات السعودية، فكل هؤلاء المشاركين في الحملة يعتبرون أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد كندا قاسية جدا، وغير مببرة من وجهة نظرهم. وهم ينطلقون من هذا للقول بأن المواقف والسياسات السعودية، الداخلية والخارجية، متسرعة وغير مدروسة، ولها تبعات وعواقب كثيرة.

هؤلاء الذين يهاجمون السعودية يزعمون أن ما فعلته مع كندا يضر بسمعتها الخارجية، ويضر بالاستثمارات والفرص الاستثمارية، إذ يجعل المستثمرين مترددين في العمل بالمملكة.

وبالطبع، يوجه هؤلاء انتقاداتهم للسياسات والمواقف الكبرى للسعودية في الفترة الماضية، وخصوصا فيما يتعلق باليمن وإيران وقطر.

هذا الهجوم على السياسات السعودية المقصود منه، كما هو واضح، محاولة التشكيك في القيادات السعودية الجديدة، وفيما تقوم به من إصلاحات كبرى وتغييرات واسعة في الداخل، ومن مواقف حاسمة غير معهودة في القضايا الخارجية.

أما عن علاقات التحالف بين أمريكا والسعودية ودول الخليج العربية، فهذا هو الأهم بالنسبة إلى هؤلاء الذين يشنون الحملة، وهو الهدف الأكبر من حملتهم.

هؤلاء يفزعهم جدا علاقات التحالف هذه، ولهذا يركزون في كتاباتهم على انتقادها.

ما يطرحونه هنا يتلخص في القول بأن الإدارة الأمريكية مخطئة في دعمها للسعودية ودول الخليج الأخرى وفي التحالف معها، تحت مبررات محاربة الإرهاب ومواجهة إيران في المنطقة.

يعتبر هؤلاء أن هذا التحالف، وهذا الدعم الذي تقدمه أمريكا، لا يخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية، ولا الأمن القومي الأمريكي، ولا يتسق مع القيم الأمريكية.

وكل هؤلاء الذين يهاجمون السعودية ودول الخليج العربية يرددون أن المواقف الأخيرة لهذه الدول العربية، وبالأخص الدول الأربعة المقاطعة لقطر بمقاطعتها هذه، وبالحملة التي تشنها على إيران والعمل على مواجهتها، وبما يجري في اليمن، تجعل المنطقة في وضع أسوأ، وتزيد الأوضاع خطورة، ولا تخدم الاستقرار.

ويضيفون إلى هذا القول أن ما فعلته السعودية ضد كندا والإجراءات القاسية التي اتخذتها، يصب في نفس الاتجاه، أي توتير الأوضاع.

يقولون كل هذا كي يصلوا إلى نتيجة نهائية كلهم يلحون عليها هي أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد النظر في علاقات التحالف مع هذه الدول العربية، وفي الدعم الذي تقدمه لهذه الدول.

الذي ذكرت هو تلخيص شديد لما يتم طرحه في الحملة الجديدة على السعودية ودول الخليج العربية في الغرب.

هي حملة منظمة، وليس من الحكمة تجاهلها أو غض النظر عنها.

السؤال المهم هو: ماذا وراء هذه الحملة في الغرب في الوقت الحاضر بالذات؟

هذا حديث آخر بإذن الله.

نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى