نون–وكالات
بهدف تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة قام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بزيارة للصين قادته للقاء القائد الصيني ماو تسي تونج الذي قارب عمره حينها الثمانين.
لجأت جمهورية الصين الشعبية للاعتماد على تقليد تاريخي عرف بـ”سياسة الباندا” يقتصر على إرسال حيوان الباندا كهدية للطرف الآخر، حيث يعود أول ظهور لهذه العادة التاريخية الصينية للقرن السابع أثناء فترة سلالة تانج حيث أقدمت الإمبراطورة وو شتيان (Wu Zetian) على إرسال زوج من الباندا لإمبراطور اليابان.
وعقب مرور شهرين فقط على زيارته لبكين، والتي أنهت نحو ربع قرن من العزلة والتصعيد بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية، استقبل الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وزوجته بات خلال شهر أبريل 1972 ضيفين فريدين من نوعهما تمثّلا في زوج من حيوان الباندا، حمل الأول اسم شينج شينج (Hsing-Hsing) والثاني لينج لينج (Ling-Ling). ونزل هذان الدبان الملونان بالأبيض والأسود من طائرة عسكرية بقاعدة “أندروز” الجوية بماريلاند وسط إجراءات أمنية مشددة، ووضعا داخل إحدى السيارات التي عبرت شوارع واشنطن مرفوقة بموكب أمني. لكن بدل التوجه نحو البيت الأبيض، سلك الموكب طريق حديقة الحيوانات الوطنية.
حققت “سياسة الباندا” النتائج المرجوة بالولايات المتحدة الأميركية، حيث أحبّ الأميركيون هذه الهدية الصينية التي أدخلت البهجة على نفوسهم، فضلا عن ذلك نعتت بعض الصحف زوجي الباندا شينغ شينغ ولينغ لينغ بالدبلوماسيين، بفضل إسهامهما في تحسين صورة الصين.
وكما أهدت السلطات الأمريكية زوجا من حيوان ثور المسك (muskox). وفي المقابل، أثارت هذه الهدية سخط الصينيين، فمنذ البداية أصيب الاثنان بالعديد من الأمراض وفقدا فروهما وشاهدهما عدد ضئيل من الزوار.
