نون لايت

الانخراط في التعلم التجريبي في الأطلس الكبير بالمغرب

 نون مراكش – إبراهيم بحماني

إحتضن فندق قصبة أنغور بتحناوت – مراكش- في الفترة الممتدة من 14 الى 18 نوفمبر 2018 مؤتمر استطلاع الخبرات والتجارب بعنوان: مؤسسة الأطلس الكبير نموذج للمقاربة التشاركية من أجل الزراعة المستدامة: إنجازات وتحديات لتلبية أهداف طويلة الأمد على المستويات المجتمعية والإقليمية، وكان المؤتمر برعاية مركز هولينغز للحوار الدولي وبرنامج الأمير محمد بن فهد للأبحاث والدراسات الإستراتيجية بجامعة وسط فلوريدا.

وقد حضر المؤتمر مجموعة من الشركاء والممثلين من داخل الوطن وخارجه وهو أول مؤتمر تعقده مؤسسة الأطلس الكبير مع شركاء من خارج المغرب وذلك بهدف كسر الحواجز التعريفية مع الأطراف الخارجية، وتوسعة دائرة التبادل والتعارف، وقد شمل الحضور كل من:

ـ ممثلين عن مركز هولينغز للحوار الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية.

ـ ممثلين من جامعة وسط فلوريدا.

ـ شركاء من وزارة الفلاحة بالمغرب.

ـ مسؤولي المشاريع في مؤسسة الأطلس الكبير في جهة بوجدور- فاس – وجدة.

ـ أعضاء من مختلف الدول متطوعين في مؤسسة الأطلس الكبير.

في البدء أقيم ركن تعارف بين الحضور بطريقة إبداعية تثير اهتمام الحاضرين الى مشاركة الجميع في المعارف والأفكار وتعزز دور كل فرد داخل المجموعة وتزيل الحواجز الوهمية في ظل وجود فروقات في الجنسيات والأعمار بين المشاركين.

في الجلسة الاولى التي نشطها الدكتور يوسف بن مير رئيس مؤسسة الأطلس الكبير كان الحديث حول كيفية تفعيل التنمية التشاركية والمستدامة في بيئة سياسية مواتية في المغرب، وأشار من خلالها الى مفهوم المقاربة التشاركية التي تعني المشاركة في الفعل الجماعي من كل الجهات المعنية بهدف إشراك المستفيدين في تحديد وتشخيص مشاكلهم الحقيقية بمساهمة كل الأطراف الفاعلة والمستفيدين دون إقصاء لأي طرف من الأطراف في صياغة وإنجاز وتقييم المشاريع، باعتبار أن الاستفادة من نتائج هذا العمل تعود على الجميع، كما تتخذ التشاركية مبدأ اللامركزية في التسيير لجعل المشاريع أكثر ديناميكية ومرونة وسهلة التنفيذ على ارض الواقع.

ليعرج بعدها الى التعريف بأنشطة ومهام مؤسسة الأطلس الكبير والتي تتمثل في الحفاظ على البيئة من خلال زراعة مختلف الأشجار والنباتات ونشر ثقافة الحفاظ على البيئة في المؤسسات التربوية والأرياف إضافة إلى إنشاء المشاتل لضمان عملية التكاثر وإنتاج شتلات النباتات النادرة وإرشاد الساكنة لأفضل أنواع المزروعات المثمرة التي ينصح بزراعتها في المناطق الفلاحية، بهدف ضمان نوعية المحاصيل الزراعية، واستغلال مداخيل مبيعات المنتوجات الزراعية في تمويل المشاريع التنموية.

بالإضافة الى توفير الماء الصالح للشرب في المناطق النائية باعتباره عنصر ضروري لكل أشكال الحياة فالإنسان يحتاجه للعديد من الاستخدامات مثل الطبخ والنظافة الشخصية والمنزلية وسقي المحاصيل الزراعية فضلا عن أهميته في الشرب لضمان البقاء على قيد الحياة.

كما تقوم المؤسسة بتشجيع الفلاحة البيولوجية التي تحمي البيئة وتدعم التوازن الطبيعي للمنظومة البيئية، من خلال منع استعمال المواد الكيمياوية المصنعة، وتيسير طرق الوقاية والمقاومة البيولوجية، وتعتمد كذلك على عدم استخدام أي مبيدات حشرية أو أدوية وأسمدة كيمياوية، مما يجعل المنتوجات الفلاحة البيولوجية تتميز بجودتها الممتازة وباحترامها لمعايير الصحة العامة وخلوها من أي مواد كيمياوية أو مصنعة.

وتقوم المؤسسة ببناء القدرات الذاتية والمهارات لدى أفراد المجتمع بصورة منهجية تقوم على التحفيز وتعزيز الثقة في النفس، حتى يتمكنوا من مواجهة متاعب الحياة اليومية وتجاوز العقبات وتحقيق أهدافهم المرجوة.

وتقدم المؤسسة برامج تمكين للمرأة في المناطق الريفية، لتصبح فردا واعيا ومدركا لما يدور حولها، وإبراز علامات القوة في حياتها وإكسابها قوة الثقة بالنفس لمواجهة مصاعب الحياة.

كما أشار رئيس المؤسسة إلى ضرورة العمل على تحقيق اهداف برنامج التنمية المستدامة من خلال اشراك كل المستفيدين الفاعلين في انجاز المشاريع من اجل تحقيق نتائج أفضل على أرض الواقع

بعدها قدمت كل من فاطمة الزهراء العريبي وابتسام نيري ورشة تجريبية حول التعرف على منهجيات التمكين بمؤسسة الأطلس الكبير، وتمحورت نقاط الورشة حول طرق التمكين الذاتي للمرأة المغربية في المناطق النائية والتي أحدثت تغيير إيجابي بين مجموعات النساء في تلك المناطق كإنشاء التعاونيات ومحاربة الأمية.

بعدها انتقلنا الى ورشة المقاربة التشاركية وهي الاجتماعات التي تقوم بها مؤسسة الأطلس الكبير مع القبائل المتواجدة في المناطق النائية للتعرف على المشاكل والتحديات والمشاريع التي يحتاجون اليها والتي تكون مشتركة بينهم، حيث أن الفكرة تنبع منهم من غير ان تفرض عليهم ، وهذا هو الهدف من هذه الورشة، وكانت من مخرجات هذه الورشة التي جربت على الحاضرين من طرف أمينة الحجامي والرشيد منتصر هو تحديد مجموعة من المشاريع التي من شأنها أن تساهم في تطوير نشاط مؤسسة الأطلس الكبير وقد كان المشروع الأول الذي أجمع عليه المشاركون هو كتابة قصص نجاح المستفيدين المتعاملين مع مؤسسة الأطلس الكبير.

أما في اليوم الثاني من المؤتمر فقد نظمت زيارة ميدانية لأحد مشاريع مؤسسة الأطلس الكبير بإقليم الحوز، وهي عبارة عن تعاونية نسائية بالجماعة القروية “أوريكا” والتي أنشأتها المؤسسة قبل خمس سنوات حيث بدأت بثمان نساء والآن ارتفع عددها الى 35 امرأة مشاركة.

بعدها انتقل الحضور الى مشتل الأشجار المثمرة في منطقة « تادمامت» والذي يحتوي على شجر اللوز والجوز والذي يتم توزيعه على عدة مناطق في المغرب في الجنوب والشرق والشمال.

كما تمت زيارة قبيلة «أنمر» التي استفادت من برنامج التمكين الذاتي للمرأة حيث بفضله التمسوا التغيير والتمكين لدى المرأة وبناء قدراتهم الذاتية.

في اليوم الثالث كانت هناك ورشة تعريفية بجامعة فلوريدا، وبعدها قدم ممثلها «أ. بيتر جاك» النتائج التي توصلوا اليها من خلال زيارتهم الى المغرب في هذا اليومين، حيث عرضوا مجموعة من التحديات التي يعاني منها المغرب والتي يمكن للمؤسسة ان تعمل على تحقيقها وانجازها في المستقبل، ومن بين هذه التحديات: الماء ـ التعليم ـ العمل والشغل ـ المرافق الصحية ـ المال ـ الوعي السياسي.

بعدها أشرف كل من «توماس كريسمان» و«جورج زاليدس» بتقديم ورشة تعريفية عن مصادر المياه بالمغرب وكيفية استخدام اساليب وطرق لمعالجة مياه الصرف الصحي، واستخراج بعض المواد الأخرى مثل المادة الرمادية التي تستعمل للغسيل والسقي وهي تساعد في تكبير الأزهار وتربية الأسماك وصناعة مختلف الأشياء، كما تم التعرف على طرق مراقبة التربة لإدارة الجفاف وضمان الزراعة الدقيقة والتنبؤ بالحريق وتغير المناخ، كما تم التعرف على المواد التي يتم استخراجها من الزيتون وهي مادة البوليفينون والتي يصل سعرها عشرة أضعاف سعر زيت الزيتون.

وقد توصلوا في الأخير الى التركيز على مشروع تعويض الكربون من الثروات الغابية وعرضه في السوق العالمية واستغلال تلك المداخيل في مشاريع تنموية بالمغرب تساهم في توسيع دائرة التأثير.

تجربتي خلال هذا المؤتمر كانت فرصة للقاء مع العديد من الشخصيات من مختلف الجنسيات، من خلال اللقاءات الجانبية في مائدة الطعام أو مختلف مرافق المنتجع الساحر، فكلها كانت مفيدة بتبادل الثقافات والقناعات وحتى المواهب والقدرات مما ترك لي ذكريات سعيدة خالدة في الذهن وهذا ما ترجمته أجواء الوداع المؤثرة خلال آخر وجبة عشاء بكلمات من ذهب.

ومما لا يجب المرور عليه مرور الكرام أداء المنظمين خلال أيام المؤتمر فقد كانوا في المستوى، واعترف لهم بالفضل الكبير في التسيير المحكم لفقرات البرنامج، فانا محتاج لتطبيق تلك الخبرة في الجزائر في الفعاليات التي أكون فيها مثلهم منظما.

متطوع بمؤسسة الأطلس الكبير

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى