نشرت صحيفة “الإيكونمست” البريطانية، اليوم السبت، تقريرا يرصد كواليس الأزمة الليبية التى تحولت منذ أكثر من عام إلى حرب أهلية قسمت البلاد وأضرت بمؤسساتها الهشة منذ سقوط الرئيس الراحل معمر القذافى، حيث يبدو أنه لا ثمة أمل لإيجاد حل سياسى فى القريب.
وسلطت الصحيفة الضوء على الدبلوماسى الأسبانى “بيرناردينو ليون” الذى يرأس حاليا بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا من أجل التوصل إلى حل سياسى ينهى حالة التشرذم المنتشرة فى البلد الذى ينقسم بين حكومتين واحدة معترف بها دوليا بشرق ليبيا وتحديدا بمدينتى طبرق والبيضاء، وأخرى بطرابلس ببرلمان مستقل وحكومة مستقلة، ووسط ذلك حروب بين المليشيات المسلحة المختلفة.
وكان “ليون” قد قضى الشهور الماضية فى محاولة تقريب وجهات النظر بين الحكومتين والمليشيات المتناحرة دون أن تكلل جهوده بأى نجاح، حيث يأتى 20 سبتمبر القادم، ليمثل نهاية جهود بعثة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسى مرضى لجميع الأطراف، حل سياسيا بدا بعيدا فى ظل تمسك كل طرف بالسلطة.
وكانت حكومة طبرق قد قررت إيقاف صادرات شركات النفط والوقود للجهات والدول التى تمد جسور التواصل مع حكومة طرابلس المستقلة، كما أن البلد خسر ربع ما يمتلك من احتياطى العملات الأجنبية مما سيجلب على الدولة المنهارة خلال الفترة القادمة سلسلة من الإجراءات التقشفية التى ستطيل أمد الحرب الأهلية.
وأشار التقرير إلى أزمة تنظيم داعش المسلح بليبيا، والذى منذ طرد مليشياته من مدينة درنة وهو يستقر بمدينة سيرت، ونفذ عمليتين إرهابيتين بتونس المجاورة، حيث يستغل انشغال باقى المليشيات بالتناحر على السلطة دون مواجهته بشكل حاسم.
وتوقع التقرير أن تشهد ليبيا فى المستقبل حلا عسكريا لإنهاء أزمتها يتمثل فى حلف دولى أولا لمواجهة تنظيم داعش الذى يشهد توسعا كبيرا فى المنطقة.