الإماراتي عبد الرحمن الحميري يتأهل إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»
تأهل الشاعر الإماراتي عبد الرحمن الحميري إلى المرحلة المقبلة من «أمير الشعراء»، بقرار لجنة التحكيم بينما أهل تصويت الشاعر الموريتاني المختار عبد الله صلاحي.
جاء ذلك خلال الحلقة السابعة المباشرة من البرنامج بموسمه الحادي عشر، والذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، ويبث على قناتي «أبوظبي» و«بينونة».
وقد أقيمت على مسرح شاطئ الراحلة في أبوظبي بحضور الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للترات وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
فانتازيا شعرية:
أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، تنافس إلى جانب الحميري كل من اليمني عبد الواحد عمران، والعراقي محمد إدريس والسوري محمد زياد شودب، والجزائرية نجوى عبيدات. افتتح المنافسات الشاعر عبد الرحمن الحميري بقصيدته «القيامة» التي حازت على إشادة الدكتور علي بن تميم ووصفها بأنها مليئة بالفانتازيا والدراما والتصوير السينمائي، منوهاً بفكرة القصيدة وقال: «إنها فكرة معاصرة، والشاعر يلتقط فيها المهمل بالكامل في تفكير الشعرية العربية، ثم استطاع أن يبني بناء محكماً قدم من خلاله الحكمة».
فيما قدم الدكتور محمد حجو قراءة نقدية حلل من خلالها بنية القصيدة متناولاً تناصاتها ورموزها مشيداً بسلاسة اللغة وجمال التصوير والابتكار الفني والموسيقى ووحدة الموضوع في القصيدة.
وتناول الدكتور وهب روميّة دلالة اختيار موضوع القصيدة وقال: «إنه يدل على رغبة الشاعر العميقة في التميز والاختلاف والتخفف من أعباء الواقع وهمومه، كما يدل على نزعة إنسانية نبيلة. وأضاف أن الشاعر استطاع ابتداع صور موسومة بالفتنة والبهاء تحقق وظيفة الشعر الجمالية».
ثم ألقى الشاعر عبد الواحد عمران من اليمن قصيدة «وجه يكمل نحّاتَه» التي أضاء الدكتور محمد حجو جوانب من جمالياتها منوهاً بصورها الشعرية وقال: «إن لغتها سلسة ومنسابة فيها رموز معبرة».
بدوره قال الدكتور وهب روميّة إن موضوع القصيدة ذو طابع فلسفي والقصيدة يجب أن تقرأ في ضوء ذلك، مشيداً بالتدرج والنمو في بناء الهوية في القصيدة، وأن بناءها كلها على رمز الوجه حقق وحدتها العضوية وحداثتها.
أما الدكتور علي بن تميم فذهب إلى القصيدة منذ عنوانها تطرح سؤالاً مهماً عن: من الذي يكمل الآخر؟ وناقش تناول القصيدة لموضوع الهوية، مشيراً إلى «أن فيها كداً ذهنياً واضحاً».
رموز ودلالات:
ألقى الشاعر محمد إدريس قصيدة بعنوان «شكوى السندباد لأبوظبي»، التي أشار الدكتور وهب رومية إلى أنها تكشف عن قلق الإنسان المعاصر وحيرته، وعن يأس وقنوط من جدوى الفن.
وناقش الدكتور علي بن تميم استخدام الشاعر لرمز السندباد ودلالاته في العنوان، وموقفه من الوطن. فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأنها شكوى رشيقة العبارة خفيفة على القلب بلغة واضحة وفكرة مفهومة، مما جعلها ضمن السهل الممتنع، مشيداً بلغتها وجمال تصويرها برغم بعض التفاوت أحياناً بين شطري البيت الواحد.
ومن بعده ألقى محمد زياد شودب قصيدته «سورة العناق» وأشاد الدكتور علي بن تميم بها وبالقيم التي تدعو إليها مشيراً إلى «أنها تتوزع بين الحب والتسامح وأيضاً عدم القدرة على النسيان». وقال: «إن في القصيدة خطابية لكن في سياق شعري جميل».
وقدم الدكتور محمد حجو قراءة في السياقات الرمزية للقصيدة، وقال: «إن فكرتها ذات منحى إنساني، مشيراً إلى أن بنية القصيدة فيها تموج بين الأداء البليغ وبعض الخفوت في مستوى التصوير الذي يتبعه صوغ نثري وبعض التراكيب البعيدة عن روح الشعر».
فيما ناقش الدكتور وهب روميّة عنوان القصيدة وافتتاحيتها والظلال الدلالية المحيطة بهما، وأوضح: «إن معجم القصيدة متجانس مع الحالات التي تصورها».
واختتمت القراءات الشاعرة نجوى عبيدات بقصيدتها «مرايا لعازفة على الجرح»، التي قرأ الدكتور محمد حجو جوانبها الدلالية وناقش ما تحويه من أفكار في سياقاتها المعنوية. وقال: «إن في النص ما يكفي من العناصر لوحدته الموضوعية منها المعجمي والدلالي، لكن فيه أيضاً بعض التعثرات في التعبير».
فيما قدم الدكتور وهب روميّة إضاءة نقدية للقصيدة، وتناول بعض رموزها منها رمز المرايا. وبين: «أنه يشير لرحلة اكتشاف الذات لهويتها، وأشاد كذلك بمطلع القصيدة الذي وصفه بأنه عامر بالجمال والموسيقى، وبصور القصيدة».
الدكتور علي بن تميم قال: «إن ثنائية النسائية والذكورة واضحة في القصيدة بعدة دلالات، مشيراً إلى أن القصيدة تعبر عن أسى شفيف، وأن هناك أبياتاً تفيض بالشاعرية، وحاور أبيات القصيدة وما حملته من علامات». لكنه أشار إلى وجود بعض الاستخدامات غير المناسبة في القصيدة.
مجارة ارتجالية:
في المعيار الإضافي للمنافسة بين الشعراء الذي يحصل كل متنافس فيه على تقييم من 15 درجة، جارى الشعراء ارتجالاً المثل العربي «إن الطيور على أشكالها تقع».
واستضافت الحلقة الشاعر مساعد بن طعساس الحارثي، حامل بيرق «شاعر المليون» في موسمه العاشر، والشاعرة عائشة السيفي حاملة لقب «أميرة الشعراء» في الموسم العاشر، في مجاراة شعرية، حيث قرأت الشاعرة عائشة السيفي أبياتاً فصيحة جاراها الشاعر مساعد بن طعساس الحارثي بقصيدة نبطية، فيما جارت بدورها أبياتاً نبطية له بأخرى فصيحة، وتوافقت الأبيات من حيث الوزن والموضوع والقافية.
وفي النهاية أعلنت لجنة التحكيم عن نتائج المنافسات التي حصل فيها عبد الرحمن الحميري على 46 درجة من 50، بينما أحرز عبد الواحد عمران 45 درجة، ومحمد زياد شودب 45 درجة، ومحمد إدريس 42 درجة، ونجوى عبيدات 40 درجة، وسينتقل واحد منهم بتصويت الجمهور إلى المرحلة التالية.