نون والقلم

الإعلام القطري وشراء الذمم

لا يستطيع الإعلام القطري أن يشد الضمير العربي نحوه بشرائه ذمم بعض الإعلاميين والمغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين بدورهم يوهمون الجمهور العربي والعالمي بأن قطر لم تدعم الإرهاب. ففي بعض صفحات الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل نرى بالفعل أنه قد بيعت الذمم بالريال القطري، منهم من اصطف مع قطر، يدافع عنها بقوة، ويخلد ويمجد دولة قطر، وآخر يقول إن قطر تحارب الإرهاب في الدول العربية، ويحرض الجمهور العربي على التعاطف مع قطر، وبشدة، والبعض الآخر مهمته الرئيسية التحريض ونشر الشائعات بين الأشقاء لخلق التفرقة والاضطرابات والقلاقل في المجتمع الواحد، وكل هذا لا جدوى منه، لأن الغطاء انكشف عن الإعلام القطري، وأصبح كل ما في داخله مكشوفاً، الزيف والخداع وصناعة الأوهام والكذب، فيستحيل تصديقه.

أخبار ذات صلة

دعونا ندرك واقعاً مؤلماً يعرفه الجميع، سواء عربيا أو أجنبياً. واقع من وقائع مؤلمة عدة، كانت، ولا تزال قطر هي رأس الأفعى فيها، والداعم الرئيسي للإرهاب، قتل الأطفال، والنساء، والأبرياء، في سوريا عن طريق المنظمة الإرهابية «جبهة النصرة»، سواء كان القتل بالرصاص، أو العمليات الانتحارية، وهذه المنظمة الإرهابية هي من دعمتها دولة قطر بالمال والسلاح، كما نشر على قناة الجزيرة وبتصريح من وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم، دعمت قطر هذه المنظمة مادياً ولوجستياً، وأيضاً إعلامياً باستضافة الإرهابي أبو محمد الجولاني رئيس هذه المنظمة الإرهابية على قناة الجزيرة في برنامج «بلا حدود» في ٢٠١٥، وعندما كان إرهابيوه يقتلون السوريين كان هو يلوح بانتصارات من منابر قطر الإعلامية، وتوجد تسريبات صوتية وتصاريح مرئية كلها موجوده في المواقع الإلكترونية في متناول الجميع. وقبل أن يتعاطف أي إنسان مع دولة قطر عليه أن يدرك بأنه يتعاطف مع قتلة الأطفال والأبرياء، وإنسانياً قتل الأطفال والأبرياء جريمة إرهابية لا تغتفر، وفي إسلامنا قتل النفس من الكبائر التي حرمها الله.

وإلى واقعة أخرى مؤلمة وأمام مرأى من العالم، في الثورة الليبية، حيث كان الشعب الليبي يقرر مصيره مع زعيمه السابق القذافي كان التدخل القطري في شؤون الشعب الليبي واضحاً، وفي جميع قنوات العالم، ومن خلال الإرهابي حمد بن فطيس المري، وهو أحد قيادات الجيش القطري، رفع علم بلاده أمام الدار في العزيزية التي كان يصرخ منها القذافي قائلاً لدولة قطر «من أنتم ؟»، رفع هذا الإرهابي علم بلاده فوق الأراضي الليبية بشكل غير شرعي، وقاد مجموعة من المقاتلين قرب طرابلس، وفتح السفارة القطرية، بذلك تعلن دولة قطر أنها خرقت المواثيق والقوانين الدولية المتعارف بها دولياً، ولم تكتف بذلك، فما زالت تدعم الجماعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية في ليبيا، وتقتل الشعب الليبي الشقيق بدم بارد.

وقائع كثيرة مؤلمة لا نستطيع سردها في مقال واحد، بل نريد مئات الصفحات كي تدون الجرائم البشعة التي ارتكبتها دولة قطر في حق الشعب العربي الذي أنهكته الثورات والنزاعات والحروب، وبدلاً من أن تدفع قطر أموالها لمساعدة أشقائها العرب، دفعتها ثمناً للسلاح والإرهاب كي تريق دماءهم، ونشرت سمومها في كل بقاع الوطن العربي لدعم وتمويل وتسليح المنظمات الإرهابية، والتكفيرية، والمتطرفة، لزعزعة أمن واستقرار الوطن العربي.

دعمت قطر جماعة الإخوان الإرهابية في العالم الإسلامي، وقدمت لها المال والمساعدة، وبالأخص المقر الرئيسي للجماعة الإرهابية في مصر، ومنها تدخلت في شؤون مصر، وزرعت الإرهاب الذي يقتل المصريين الأبرياء، ونتائج هذا الدعم الإرهابي اليوم واضحة في شبه جزيرة سيناء، التي تكثر فيها العمليات الإرهابية المدعومة من قطر. وأيضاً لم تسلم جارتها وشقيقتها مملكة البحرين من إرهابها، فقد قامت قطر في عام ٢٠١١ وبالتعاون مع إيران، بدعم وتمويل جمعية الوفاق المتورطة في محاولة قلب نظام الحكم في البحرين، وهذا تدخل خطر في الشؤون الداخلية للمملكة البحرينية، وأيضاً دعمت دولة قطر من خلال رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، التيارات الطائفية التي تحمل الأجندات المذهبية باستمرار، وتعمل على خلق الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي.

ولا شك اليوم في أن دولة قطر وقعت في الهاوية، الهاوية الإرهابية التي جعلتها مدانة بالإرهاب دولياً، لهذا تدفع ملايين الدولارات لشراء المنابر الإعلامية في العالم، سواء عربية أو أجنبية، وكل هذا فقط لاستغلال الضمير العربي والإنساني، لكي تستمر في أجندتها الإرهابية في أحضان إيران والمنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة.

نقلا عن صحيفة الخليج

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى