ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي:
الخصوصية واحترام السياق الإعلامي أولويات تتطلب التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة
التنظيم الذاتي وإيجاد نموذج أعمال إعلامي جديد يعيد المسؤولية مطالب مهمة
ضمن جلسات أعمال اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي، عُقدت جلسة تفاعلية ضمن «جلسات الـ 20 دقيقة» مع الكاتب والإعلامي المصري ياسر عبدالعزيز، تحت عنوان «تحولات إعلامية قادمة»، أكد خلالها أن المستقبل لا يُصنع بالتقنيات الرقمية فقط، مقدماً عرضاً تفاعلياً حول أبرز التحولات الإعلامية التي حدثت بالفعل خلال العامين الفائتين إلى جانب أبرز ستة تحولات إعلامية قريبة الحدوث خلال المستقبل القريب.
وناقش الكاتب ياسر عبد العزيز خلال الجلسة أبرز التحولات الإعلامية التي غيّرت المشهد الإعلامي عربياً، ومنها ما أطلق عليه عنوان «نهاية العهود»، لافتاً إلى تأثير انتهاء عصر الخصوصية على المشهد الإعلامي، حيث أصبحت شركات مثل «جوجل» تعرف كل ما نبحث عنه على شبكة الإنترنت، و«فيس بوك» تعرف ماذا نحب، و«انستجرام» أصبح يحدد ملامحنا الشخصية، و«تويتر» بات يعبر ويوضح مواقفنا، بينما أصبحت مواقع مثل «أي بوك» و«أمازون» تكشف ماذا نحب أن نقرأ ونشتري.
وأشار الى مسألة «التواصل الحكومي عبر الإعلام التقليدي» كأحد التحولات الإعلامية التي أثرت على سياق العمل الإعلامي في المنطقة، لافتاً انه في شهر أكتوبر الماضي، غرد الرئيس الأميركي ترمب قائلاً: «ربما لم أكن لأصل إلى البيت الأبيض لولا (تويتر)»، وذلك قبل أن يصف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها «منصة هائلة».
كما أوضحت دراسات أجرتها مراكز بحوث معتبرة مثل «مجلس السياسات الرقمية»، و«بيرسون مارستيلر» أن أكثر من ثلثي قادة العالم، ونحو 87.3% من قادة الدول المستقرة، يستخدمون تويتر، في بث رؤى ومعلومات وقرارات ذات طابع سيادي، مؤكداً أن الإعلام التقليدي ضمن هذه التحولات لم يعد أداة اتصال حكومي فعالة، ومنصات التواصل الاجتماعي هي من أعادت تشكيل آليات الاتصال الحكومي.
وأضاف إلى سياق التحولات التي غيرت المشهد الإعلامي سقوط «الدقة» و«الثقة» وسقوط «نموذج أعمال المؤسسة الصحافية التقليدية»، حيث أصبحت هذه الوسائل عاجزة عن الاستمرار وفق نماذج عملها المعتادة؛ ففي العام 2016 ربح فيسبوك عشرة مليارات دولار من مداخيل الإعلانات، بينما تراجعت مداخيل صنّاع الأخبار الحقيقيين بنسب تراوحت بين 9% إلى 20% سنوياً.
كما أكد الكاتب والإعلامي ياسر عبدالعزيز على أهمية التركيز على مجموعة من التحولات مطلوبة الحدوث خلال الفترة المقبلة، ومن أهمها: «الخصوصية قاعدة اجتماعية حيوية ويجب أن تبقي كذلك»، و«احترام السياق الإعلامي ما بين التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي»، و«التنظيم الذاتي للعمل الإعلامي في المنطقة العربية» إلى جانب أهمية إيجاد نموذج أعمال إعلامي جديد يعيد المسؤولية والمحاسبة والضبط إلى قطاع الإعلام العربي.
يذكر أن منتدى الإعلام العربي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، وينظِّمه «نادي دبي للصحافة» بصفة سنوية.
ويهدف المنتدى إلى تحفيز الحوار البنّاء بين الإعلاميين العرب وتعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع، في حين يشجع المنتدى التواصل الإيجابي بين الإعلام العربي ونظيره العالمي لتوسيع دائرةالتعاون وتبادل الخبرات، علاوة على إيجاد الصيغ الداعمة لتطوير المُنتج الإعلامي العربي.