دوشة فنية

استعادة مصر والعالم العربي في عدد “الهلال” الجديد

فى عددها الجديد سبتمبر 2015، تستعيد مجلة “الهلال” لحظة صدورها فى سبتمبر 1892، استعادة لا إعادة بالطبع نظرة بانورامية إلى تلك الفترة،ثم القفز إلى المصائر مع بداية عامها الرابع والعشرين بعد المائة.

تستعرض “الهلال” ظواهر فكرية وحضارية وثقافية كما نعيد النظر فى مسلمات. يكتب سعد القرش تحت عنوان “جرجى زيدان المغامر” عن سياق نازف غادر فيه جرجى زيدان لبنان تحت سطوة الاحتلال العثمانى، وكيف احتضنته مصر، ولكن الفرق بين البلدين أن مصر، فى أسوأ الأحوال، تحتفظ بمفهوم “الدولة” وهذا اختيار وقدر له تبعاته ومساوئه فى عدم تشجيع روح المغامرة الفردية كان زيدان ثمرة “العقل الشامى”، إذا جاز الوصف.

هو عقل طليق يؤمن بأن “أرض الله واسعة”، ولا يميل إلى التباكى على فرص ضائعة والتواكل وأوهام الاستقرار البليد، هذه من سمات “العقل الزراعى” المستكين فى خوفه من عواقب المغامرة.لا تقتصر المغامرة على السفر، والاشتباك الحضارى مع عوالم جديدة، ولهذا كان أدباء المهجر، وغيرهم ممن منحوا أنفسهم حق التجربة وتفاعلوا مع العالم الرحيب أكثر جرأة على التجديد، وتفجير اللغة، وطرح اشتقاقات صارت تراثا عاما نسينا أصحابه.

وتحت عنوان “ظاهرة المثقف اللبنانى فى مصر” يكتب الدكتور خالد زيادة عن آثار اللبنانيين فى المجالات الثقافية والفكرية، وهى مازالت قائمة، فبالإضافة إلى المجلات والصحف التى أسسها لبنانيون والتى مازالت تصدر حتى الآن مثل الهلال والأهرام التى أسسها الإخوان تقلا، وروز اليوسف التى أسستها فاطمة اليوسف.

فإن لبنانيين آخرين كان لهم أثرهم فى تكوين الاتجاهات الفكرية أمثال الليبرالى فرح أنطون والإصلاحى رشيد رضا والعلمانى التطورى شبلى شميل، والشاعر خليل مطران والأديبة مى زيادة.

ومن القدس يكتب تحسين يقين عن “فلسطين الشامية العربية العثمانية هكذا كانت” كما يكتب الروائى التونسى تحت عنوان ” تونس سنة 1892 صراع على الهوية بعد 11 عاماً على الاحتلال الفرنسي” مستعرضا المشهد النضالى المبكر للتونسيين ضد الاحتلال.

وبحكم اهتمامه بالفنون يكتب الشاعر العراقى شاكر لعيبى عن الإخراج الفنى فى الأعداد الأولى للهلال وكيف كان استخدام الصورة، ويقدم الدكتور نبيل حنفى محمود صورة لواقع الموسيقى والغناء الذى أسس لانطلاق مدرسة سيد درويش وعلى النهج نفسه يكتب الدكتور عمرو دوارة عن المشهد المسرحى المصري العربى بالضرورة.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى