نون والقلم

احمد الملا يكتب: توظيف الخرافة الدينية لصالح الإرهاب والإلحاد

المطلع على الموروث الديني في كل الأديان السماوية يجد فيها وللأسف الشديد العديد من الشطحات الفكرية القائمة على أسس خرافية وأسطورية وخصوصًا في مسألة التوحيد ومسألة الذات الإلهية المقدسة؛ حيث نجد التشبيه والتجسيم بطرق مختلفة وبصور متعددة بالإضافة إلى دس المعلومات غير الواقعية أو تحريف الحقائق وهذا الأمر لم يأتِ من فراغ بل له جذور تاريخية قديمة جدًا.

ومن قام على دس هكذا أمور من أجل غايات منها؛ ضرب الدين بصورة عامة ( إسلام – مسيحية – يهودية ) فيبعد ويحارب حملة الدين الحقيقيين وأصحاب الفكر التنويري الحقيقي حتى يبقى الكهنة محتفظين بمكانهم وبمكاسبهم وكذلك دخول شخصيات تحمل عناوين مقدسة وتسللها إلى الأديان لا تؤمن بالله تعالى ولا بأي دين ودخولها هو من أجل التشويه والتشويش وتحويل الديانات السماوية إلى ديانات خرافية من خلال بث الأساطير والخرافات فيه …

ومن خلال هذا الأمر ومن غيره ممن لم نذكره تقدم خدمة للإرهاب والإلحاد في آن واحد؛ فمن لا يستطيع أن يتحمل هكذا موروث خرافي ويجد فيه تناقض بين الحقائق العلمية وبين المعلومة الدينية فإنه مباشرة يتوجه إلى الإلحاد وإنكار الدين كما فعل أصحاب الفكر المادي من خلال استغلال التجربة في عصر بداية الثورة الصناعية لضرب بعض المعتقدات الدينية مما زرع الشك في فكر وعقيدة الكثير من الناس بعدما آمنوا واعتقدوا بالتجربة وجعلوا منها هي الأساس الأول في التفكير؛ ومن يبقى متمسكًا بالموروث الديني المحرف فإنه يتم استغلاله لصالح الإرهاب فوجد على سبيل المثال تنظيم داعش في الإسلام والمنظمات الإرهابية على مستوى أفراد ومؤسسات وحتى دول في الديانة اليهودية والمسيحية فهذا سفاح نيوزلندا – ومثله كثر- ليس عنا ببعيد بل حتى إن هناك دول تمارس الإرهاب بحق الشعوب تحت ذريعة التشريع الخرافي في أديانها كما يفعل اليهود في فلسطين وتفعل أميركا في دول العالم بصورة عامة ؛ نعم المحرك الظاهري هو المصلحة والمنافع لكن يرافقه وبخط موازي الفكر والعقيدة الدينية الخرافية….

فتم توظيف الخرافية الدينية لصالح الإلحاد والإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر ولهذا صار من الواجب الشرعي والأخلاقي من أن يتصدى رجال الدين لمناقشة الأديان وما فيها من عقائد وإظهار الغث من السمين وبيان الحقائق وكشف الخرافة وتمييز الحقيقة حتى لا يكون هناك خلط بالأوراق ولهذا نجد إن المرجع الديني المحقق السيد الصرخي الحسني بدأ يصدر سلاسل البحوث من عقائدية ومنطقية وفلسفية تتضمن مناقشة العقائد والأديان بصورة عامة كبحث (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد) وبحث ( الشباب بين إقصاء العقل وتوظيف النص الديني لصالح التكفير والإرهاب ثم الإلحاد ) وبحث ( فلسفتنا – بأسلوب وبان واضح ) من أجل بيان الحقائق وكشف المستور وفضح كل فكرة وعقيدة خرافية وإظهار المعدن الحقيقي للديانات السماوية الذي اندثر بسبب تصدي ممن كان ولا زال همه هو طمس الدين بصورة عامة وخدمة المشاريع الإستكبارية؛ لذا أصبح من الضرورة أن تتم مراجعة الموروث الديني لكل الأديان وبشكل تحليلي موضوعي وسطي معتدل من أجل تصحيح الاعتقادات وتصحيح الإرث الديني حتى تكون النتيجة هي توحيد الشعوب وتحقيق التعايش السلمي بين الأديان التي هي في جوهرها مكملة لبعضها البعض وتدعوا للوحدة لا للتفرقة وتدعو للسلام لا للقتل وسفك الدماء وتدعو لتوحيد الله تعالى وليس للإشراك به .

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى