نون والقلم

احمد الملا يكتب: الشيوعية والاشتراكية ومظلومية العمال.. من وحي فلسفة الصرخي

لا يخفى على الجميع إن الشيوعية والاشتراكية قد أشادت نظماها على فكرة وهي إن مآسي الإنسانية سببها الملكية الخاصة التي جاء بها النظام الرأسمالي؛ التي حولت المجتمعات إلى طبقة غنية وأخرى مسحوقة فقيرة؛ ولذلك سعى الشيوعيون والاشتراكيون على تأميم الملكية الخاصة وجعل الثروات بيد الشعب وأسسوا ما يعرف بحكم البروليتاريا أو حكم العمال؛ أي جعل الحكم بيد العمال بدلًا من أن يكون الحكم بيد الطبقة الثرية والأغنياء؛ فصار الحكم في هذا النظام ديكتاتوريًا حيث تمت السيطرة على الجانب السياسي والاقتصادي من قبل الطبقة العاملة واستحوذت على وسائل الإنتاج وأجهزة الدولة من خلال المجالس العمالية ومندوبيها المنتخبين..

لكن هذه الخطوة قد كبتت الحريات الإنسانية أذابت الفرد بصورة عامة في هذا النظام وأنتجت مظلومية جديدة للطبقة العاملة التي تكد وتتعب وتشقى وتذهب ثمار هذا الشقاء إلى جيب الطبقة الحاكمة أو المجموعة الحاكمة التي تشرف – حسب الظاهر – على توزيع الثروات على الشعب؛ فصار العمال يدكون ويتعبون من أجل الحكام بمختلف مستوياتهم؛ وسبب ذلك إن النظام الشيوعي والاشتراكي لم يعالج الطبيعية الإنسانية وحب الذات ولم يهذب هذه الغريزة الفطرية؛ فمادمت تلك الغريزة موجودة عند الإنسان ولم يوضع ما يهذبها من قيم ومثل وأخلاق ودين وجعل لها الميدان مفتوحًا ومؤطر بإطار مادي بحت؛ فصار الحكام ومن دافع غريزي ( حب الذات ) يستحوذون على ما يجبى لهم من ثروات ولا يعطون للشعب والعمال إلا الشيء القليل جدًا الذي لا يتناسب وحجم ما يقدمونه من جهد لجني تلك الأموال…

أخبار ذات صلة

وهذا ما أسس لطبقة ثرية على غرار الطبقة الثرية في النظام الرأسمالي وأنتجت طبقة مسحوقة وهي العمال لكن بآلية تختلف عن آلية النظام الرأسمالي؛ كون النظام الشيوعي والاشتراكي لم يشخص العلة الحقيقة وهي غريزة حب الذات بل صب تركيزه على مسألة أخرى بعيدة وهي المصلحة الشخصية أو الملكية الخاصة التي حلت محلها الإدارة الخاصة عند الشيوعيين والاشتراكيين؛ تلك الإدارة التي تتنعم بما يجبى لها من ثروات؛ وهذا ما أبقى العمال خصوصًا والشعوب التي ترزح تحت حكم النظام الشيوعي والاشتراكي تعنى الفوارق الطبقية وبقيت معاناتها نفست المعاناة حتى وصل الأمر إلى لسب حريات الإنسان ومساومته على تلك الحريات مقابل المقدار اليسير الذي قد لا يكفي لسد رمق العامل اليومي…

ولمن يريد أن يطلع على حقيقة تلك الأنظمة المادية التي تحكم دول العالم ويعرف ما هي طبيعة فلسفتها وما هي رؤيتها للمشكلة الاجتماعية وآلية الحلول التي قدمتها ننصحه بالإطلاع على كتاب ( فلسفتنا – بأسلوب وبيان واضح – الإسلام ما بين الديمقراطية الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية ) لسماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الذي بين كل تلك الأمور التي ذكرنها …

رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :

http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى