نون والقلم

احمد الملا يكتب: الشور.. ثورة أخلاقية وصرخة حسينية بوجه الإنحراف الأخلاقي والعقائدي

الشباب هم عماد المجتمع وركنه المتين، وهم القوة التي يعتمد عليها في الشدائد والملمات، فلولا الشباب لساد مجتمعاتنا الهرم والضعف، فهم عنصر القوة والإنتاج فيها، وفي نواصيهم يعقد الأمل لِمستقبل تملؤه روح العزيمة والنشاط والحيوية، وبفضل سواعدهم الفتية يمخر مركب الأوطان عباب أمواج الحياة الصعبة، فينجح في الوصول إلى بر النجاة والفلاح..

لا شك بأن عنصر الشباب في المجتمعات عنصر شديد الأهمية، لذلك يدرك أعداء الأمة أن نجاح هذا العنصر هو نجاح للأمة بأسرها، فيركزون حملاتهم المغرضة وسياساتهم الخبيثة لتخريب الشباب والنيل من أخلاقهم وعقائدهم باستمرار، بتزيين الباطل لهم، وحثّهم على اقتراف المعاصي والآثام، وجعلهم يولون وجوههم وأفئدتهم شطر الثقافات الغربية ويستهوون ثقافة الإنحلال الأخلاقي والعقائدي، فيتشبهون بأشباه الرجال، ويعتقدون بالفكر الإلحادي الداعي للإباحية والخلق المنحط فيبتعدون عن المنهج السليم والطريق القويم في التربية والإعداد، ويقعون في فخ الانحراف المدمر لقدراتهم وأخلاقياتهم…

إن الناظر في مجتمعاتنا يدرك ازدياد ظاهرة إنحراف الشباب بشكل مخيف، ولا شك بأن هذه الظاهرة لها جوانب متعددة، ولعل أبرزها الإنحراف الأخلاقي والعقائدي، حينما ترى ازدياد نسبة الشباب الذي يتعاطون المواد الممنوعة التي تدمر عقولهم، مثل المخدرات والكحول وغير ذلك، كما نرى تزايدًا مطردًا في جرائم الشرف والاغتصاب، وهتك العرض، والتحرش، والعلاقات المحرمة بين الشباب، ومن جوانب إنحراف الشباب التي لا تقل خطورة عن الجانب الأخلاقي، إنحرافُهم من الناحية العقائدية عن دينهم، فتراهم يعتنقون عقائد الإلحاد التي تحثهم على الإنسلاخ عن قيم دينهم وشريعتهم والشك فيها…

وهذا الخطر المحدق الذي طرق أبواب العراق كان لابد من ثورة أخلاقية لمواجهته فكانت إنطلاقة مواكب ومجالس الشور المقدسة التي نظمتها مرجعية السيد الصرخي الحسني تلك المرجعية الرسالية ذات المنهج الحسيني الإصلاحي الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر، فكان لمواكب ومجالس الشور الحسينية المقدسة الدور الكبير في انتشال عدد كبير من الشباب العراقي من براثن الإنحراف والإنحلال الأخلاقي والعقائدي لتكون صرخة وثورة حسينية إصلاحية عاكسة للقيم والمبادئ التي خرج من أجلها الحسين- عليه السلام- في إصلاح المجتمع وإنقاذه من سطوة الفساد الأخلاقي والعقائدي…

|| يامهدي يرجواي || أداء: مصطفى الأسدي | حسين الكعبي || كلمات: أم رضا الگرعاوي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى