نون والقلم

احمد الملا يكتب: السيد الأستاذ مبينًا.. غاية الحسين الإصلاح في أمة الصادق الأمين

لا يخفى على أحد إن الحسين-عليه السلام- عندما خرج في ثورته ضد الفساد والظلم والانحراف وهو مدرك أنه مقتول على شاطئ الفرات لم يكن يبحث عمن يبكيه ويندب مصيبته ومقتله ؛ فالغاية من خروجه -سلام الله عليه- هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإيقاظ الضمائر من سباتها وليس غايته أن يبكيه الناس؛ نعم هناك حث من آل البيت-عليهم السلام- من إحياء المجالس والبكاء على الحسين-عليه السلام- لكن هذا الحث والتوجيه والأمر بالبكاء وإقامة العزاء ليس من أجل ( البكاء والحزن ) وإنما جعل تلك الشعائر والطقوس هي مصدر تذكير بثورة الحسين ومبادئها وقيمها الرسالية وليس الغاية من البكاء هو البكاء نفسه …

لكن ما نراه اليوم أن البكاء وإظهار العبرة والدمعة بات هو الغاية من إحياء ذكرى عاشوراء الدم والشهادة وحصر الولاء للحسين -عليه السلام- وإتباعه والتمسك به بجانب البكاء وإظهار الجزع فقط وفقط؛ بحيث تمسكت الناس بالعَبرة فقط؛ وهذا مقياس خاطئ وليس بصحيح لأن البكاء على الحسين لا يعني إتباعه والسير على نهجه؛ فمن قتل الحسين -عليه السلام- بكى عليه ومن لم ينصر الحسين-عليه السلام- بكى عليه وحتى الجيوش التي تجيشت ضده في يوم الطف أغلبيتها بكت عليه لكن الجميع ساهم وشارك في قتله؛ فهل نعد هؤلاء من الموالين للحسين- عليه السلام- لأنهم بكوا عليه ؟؟؟!!! بالطبع لا يمكن ذلك؛ والآن من يبكي على الحسين-عليه السلام- ولم يأخذ العِبرة ولم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو كالذي حارب وقتل الحسين وبكى عليه ….

والآن ليسأل الجميع نفسه هذا السؤال الذي طرحه السيد الأستاذ في بيان «محطات في مسير كربلاء » {{… لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين-عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم- بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين-عليه السلام- وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح ، الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم-عليه وآله الصلاة والسلام-….}}. انتهى الاقتباس …

فهل المتمسكين بالبكاء واللطم على الحسين -عليه السلام- تمسكوا بمنهجه وثورته الرافضة للظلم والفساد والإفساد وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؟ وهل صححوا دينهم وعقيدتهم من خلال إتباع من يمثل الخط والمنهج الحسيني الرسالي الإلهي من مرجع تقليد أعلم؟ هل حرروا العقول والضمائر من إتباع الهوى والنفس والشهوات وأئمة الجور والضلالة؟ أم أن المتباكين على الحسين -عليه السلام- لا زالوا يشهرون سيف العداء للحسين- عليه السلام- من خلال السكوت عن الظلم والجور ومن خلال إتباع الفاسدين والمفسدين ممن تستروا بزي الدين وحملوا عنوان المرجعية والقيادة الدينية كذبًا وبهتانًا كما فعل يزيد -عليه اللعنة- عندما اغتصب القيادة من الحسين-عليه السلام- ؟ والكثير الكثير من التساؤلات التي تطرح ؛ لذلك نقول إن البكاء فقط على الحسين-عليه السلام- لا يعني الولاء والإتباع له ؛ وما هي فائدة البكاء عليه إن لم تكن هناك عبرة وعظة ودرس من إحياء ذكرى الطف؟ فالولاء الحقيقي للحسين هو من خلال إتباع منهجه ورسالته ومن يمثلها من مرجع أعلم جامع للشرائط ثابت بالدليل والبرهان العلمي.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى