نون والقلم

احمد الملا يكتب: إبتغاءً للفتنة ابن تيمية يقدم المتشابه على المحكم.. المحقق الصرخي كاشفًا

 قال تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } آل عمران 7…

#المحكم في اللغة مشتق من الإحكام وهو المنع، ولهذا يقال للمواضيع الثابتة القوية «محكمة» أي أنها تمنع عن نفسها عوامل الزوال، وفي الاصطلاح يطلق على كل آية ذات مفهوم واضح وصريح غير محتمل للخلاف ولا مجال للجدل والخلاف بشأنها «آية محكمة» والآيات المحكمات كثيرة في القرآن الكريم، وهي التي تعتبر الأساس والأصل في القرآن الكريم كقوله تعالى { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } الزمر62، فهذه الآية محكمة لا تحتمل إلا معنى واحد لا يمكنه أن يقبل أي احتمال آخر وهذا المعنى هو أن الله خلق كل شيء، وكذلك قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الشورى 11، فإنها آية محكمة، لأن مفهومها ليس مثله شيء على أي وجه من الوجوه، وهكذا جميع الآيات التي تتعلق بالمواريث، والمواعظ، وقصص الأنبياء والأقوام السابقة، والأحكام والعقائد، فهي كلها من المحكمات، وهذه الآيات المحكمات تسمى في القرآن «أُم الكتاب» أي هي الأصل والمرجع والمفسرة والموضحة للآيات الأُخرى…

و أما «#المتشابه» في اللغة فهو ما تتشابه أجزاؤه المختلفة، وفي الاصطلاح يطلق على كل آية تبدو معانيها لأول وهلة معقّدة وذات احتمالات متعددة أو مختلفة «آية متشابهة»، ولكنها تتضح معانيها بعرضها على الآيات المحكمات، ودليل ذلك قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ)، فقوله: (هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) معناه أصل الكتاب الذي يستدل به على المتشابه، وغيره من أمور الدين، ومن أمثلة الآيات المتشابهات قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} الفتح 10، فكلمة اليد تطلق في اللغة العربية على معان كثيرة؛ منها اليد العضوية، و النعمة، والقدرة، والسلطة، والحكم، وكذلك قوله تعالى {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } العلق14، فالرؤية هنا لا يعني بها إن لله تعالى عينين جارحة، لماذا ؟ لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الشورى 11 ، وهكذا باقي الآيات التي تحمل أكثر من معنى فيُرجع بتفسيرها إلى الآيات المحكمة….

لكننا نجد إن ابن تيمية وأئمته ومن سار على نهجه يتبعون المتاشبه من الآيات القرآنية فيعتبرونها دليلًا محكمًا لتجسيم الذات الإلهية، خصوصًا التي فيها كما يسمونها الصفات من يد واستواء وعين وبصر وسمع وكلام بحرف وصوت وينكرون تأويل تلك الآيات أو تفسيرها بالآيات المحكمة، فمثلًا ابن تيمية يقول بأن الإنسان بصورة عامة يرى ربه في الآخرة وفي الدنيا في المنام واليقضة ويرفض أي تأويل لذلك ويستدل هو من سار على منهجه بقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة ٢٢-٢٣ فقدموا هذه الآيات المتشابهة على النص القرآني المحكم { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الأنعام 103 بل إن ابن تيمية قد قدم أحاديث موضوعة وقال بصحتها على هذا النص المحكم، وقد بين ذلك المحقق الصرخي في المحاضرة الاولى من بحث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري ) … وسأترك رابط المحاضرة لمن يرغب بالإطلاع والإستماع إليها أسفل هذه المقالة …

وهذا الأمور واضحة وجلية وبينة عن التيمية عمومًا وابن تيمية خصوصًا، فهم يتبعون المتاشبه في القرآن ويعتبرونه الأصل وينكرون بل ويغضون الطرف عن المحكم ويكفرون المسلمين لأنهم أرجعوا المتاشبه إلى المحكم في التفسير !!! وهذا لأي شيء ؟ هذا لإن ابن تيمية يبتغي الفتنة لما في قلبه من زغير ومرض وحب للشاب الأمرد الجعد القطط فقدم أحاديث على النصوص القرآنية وقدم المتشابه على المحكم حتى يثبت دين الخرافة والإسطورة ودين الأمرد ….

المحاضرة الاولى من بحث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري ) .

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى