نون والقلم

احمد الملا يكتب: أيها الملحدون: النظام الرأسمالي سبب معاناتكم وليس الإسلام

 كثرة ظاهرة الإلحاد في العراق كان لها عدة أسباب ومن بينها طبيعة نظام الحكم في العراق، فقد تصور إو تم إيهام بعض الشباب العراقي بأن الإسلام هو سبب بؤسهم لعجزه عن إيجاد الحلول لمشاكلهم !! وبالطبع هذا تصور غالط جدًا لأن العراقي – وكذلك باقي الدول العربية والإسلامية- يكون نظام الحكم فيها ليس نظامًا إسلاميًا بل هو محكوم بنظام رأسمالي بحت، حتى لو كان من في السلطة من رجال الدين أو من الأحزاب الإسلامية فإن هؤلاء لم يحكموا بنظام الإسلام بل يحكمون بنظام رأسمالي….

ودليل ذلك إن كل الدول العربية والإسلامية وقعت في فترات معينة ومتفاوتة تحت سطوة الإحتلال الغربي بصورة عامة وهذه الإحتلالات شكلت دويلات عربية وقسمت العرب وأعطت كل دولة نظام أو دستور يحكمها، فهل يمكن لدولة رأسمالية أن تقدم دستور إسلامي لدولة إحتلتها ؟! الجواب قطعًا لا، والعراق من بين تلك الدول، فهو أي العراق دولة محكومة بدستور ونظام رأسمالي يطبقه أشخاص عناوينهم إسلامية فقط، فلو رجعنا مثلًا لمسألة الإنتخابات فنجد إن القانون الذي تجرى على ضوئه في العراق هو قانون «سانت ليغو» وهو قانون غربي خالص مارسته الدول الرأسمالية في فترة ما في عمليات الإنتخابات التي تحصل فيها…

أخبار ذات صلة

وكما يعلم الجميع إن النظام الرأسمالي هو نظام يؤمن بالفرد وبمصالحه وله مطلق الحرية في الحصول على مصلحته، ونحن نعلم إن الفرد ميال لحب الذات، فكل فرد يقوم بإنتخاب من يتصور إنه يخدمه شخصيًا فيفكر في نفسه ومصلحته الشخصية فيختار أي شخص ليمثله في الحكومة حتى وإن كان فاسدًا وسارقًا ويترك الفرد التفكير بالمصلحة العامة وبمصلحة مجتمعه، فكانت النتيجة هي المأساة التي يعيشها العراقيون جميعًا…

فتلك القوانين التي كتبتها العقول وخطتها الأيادي الرأسمالية – المادية الإلحادية – هي من جلبت تلك المعناة للعراق والعراقيين وليس النظام الإسلامي لأن النظام الإسلام لم يطبق ولم يجرب سوى في مرحلة معينة كما يقول السيد الأستاذ الصرخي في كتابه ( فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) يؤكد هذا الأمر وهو يستعرض الأنظمة التي تحكم العالم، حيث يقول ((واما النظام الشيوعي والنظام الاسلامي فوجودهما بالفعل فكري خالص غير ان النظام الاسلامي مر بتجربة من اروع تجارب النظم الاجتماعية وانجحها ثم عصفت به العواصف بعد ان خلا الميدان من القادة المبدئيين, وبقيت التجربة في رحمة اناس لم ينضج الاسلام في نفوسهم, ولم يملأ ارواحهم بروحه وجوهره فعجزت عن الصمود والبقاء فتقوض النظام الاسلامي, وبقي نظام الاسلام فكرًا في ذهن الامة الاسلامية, وعقيدةً في قلوب المسلمين وأملًا يسعى الى تحقيقه ابناءه المجاهدون …))…. انتهى الإقتباس من كلام المحقق الصرخي …

فهذه الحقيقة التي يؤكدها الواقع قبل غيره فالإسلام كنظام يقود حياة الإنسانية لم يحكم سوى تجربة بسيطة، وهواليوم – أي الإسلام – كدين ونظام لم يكن سببًا في معاناة العراقيين بشكل عام، بل إن الأنظمة المادية عمومًا والرأسمالية بشكل خاص هي سبب تلك المعاناة التي يعاني منها الشباب لذلك يجب عليه أن يلحدوا في المادية الرأسمالية وأن ينقموا عليها لا على الإسلام بمفهومه الإلهي السامي….

وهذا رابط تحميل أو مطالعة الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح ) لمن يحب أن يطلع عليه :

http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى