إيهاب زغلول يكتب: ومضات نورانية.. وقلوب بيضاء
أحس بأنه مثقلا بالذنوب.. أخذه عقله الشارد إلى توجسات وأفكار خرجت به إطار قد حدده لنفسه.. غاب عنه ضميره الكائن في أعماق النفس الموحشة بركام السنين.. فقد باتت كالكهف المظلم لا خير فيها.
في الأفق وجد نفسه قلقا لمصير غريب يندفع إليه، شاهد نفسه وكأنه في صحراء جرداء لا زرع ولا ماء.
وقف مشدوها حائرا تتلاطم بداخله أمواج عاتية ودوامات مرعبة تقوده للمجهول أدرك أن هلاكه سيكون قريبا، فقد الأمل في أن ترسي الشراع شاطئ النجاة.. لكن تمر اللحظات ويحدث ما لم يتوقعه، فقد أدركته عناية الله فرسمت له طريقا رائعا للنجاة.. يد حانية حملته إلى بر السلامة.. هام في سماء فسيحة يملأها ضياء جم.. نظر إلي سراج منير ينبعث منه نور ملأ أرضا وسماء.. فيض إشاعات نورانية التفت حوله وكأن شيئا عظيما بدي ناحيته فملأ المكان سعادة ورضا.
تبدل حاله تماما فاقتربت منه ومضات رحمات.. قوي غير عادية تدفعه نحو ناصية طريق طويل لكنه طريق من النور والضياء والقلوب البيضاء.. شاهد شجرا ناعي الجمال يحيطه من كل جانب على مرأى شاهد وجوه يعلوها النور ويكسوها البياض الناصع… قلوب مضيئة كشعاع النهار.
اخذ يضرب كفيه ببعضها عجبا ما بين رؤى أمسه وصباحه..ما كل هذه الروعة!! نسمات من رحيق العطر ومسك العنبر… سحابات طويلة وضاءة أحاطت به من كل جانب يظهر منها الضياء والنور، فينكسر البصر أمامه.. لم يستطع أن يرفع عيناه من وقع التأثر به.
متعجبا.. لم أرى في حياتي كل هذا الوداد والروعة.. صوت رائع يملئ أذنيه… نعم إنه صوت الأذان يكبر والمؤذن حي على الصلاة.. تتدافع الناس للصلاة الجامعة.. ومازال هو في ثبات.. اندفعت نحوه يدا أيقظته من نوم عميق إلى صلاة الفجر.. هرع إلى المسجد ليصلي الفريضة فشعر براحه غريبة.. زادت سعادته وهو يستمع لحديث إمام المسجد بعد انتهاء الصلاة عن مآثر رسول الإنسانية ومعلم البشرية في ذكري مولده الشريف.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية