نون والقلم

إيهاب زغلول يكتب: طبيب الغلابة وملاك الرحمة

هو ظاهرة طبية وإنسانية لن تكرر كثيرا في محافظة الغربية.. يمتلك أسما مدويا في  مجال الطب الإنساني.. عاش ظروفا صعبة في نشأته  ومع بداية حياته.. وشاهد بعينه مرضى تموت لعدم إمتلاكها ثمن العلاج فقرر أن يكون نصيفا لهم.. رفض الأموال وتبرعات بمبالغ خيالية  قدمت إليه مفضلا عليها الأجر من الله يؤمن بالأية القرآنية التي تقول «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون».

فكم أنت كبيرا سيدي بتواضعك وبساطتك في عيون  الآخرين.. لم يصنع المال يوما إنسانا لكن جبر خاطر البسطاء صنعت منك القيمة والقامة فصرت عظيما في عيون الناس.. هذا هو الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابه وأشهر طبيب للفقراء في مصر ومحافظة الغربية .

يقول عن نفسه.. نشأت فقيرا من أسرة بسيطة لا تملك المال لكنها تملك الشرف والمبادئ علمني والدي أن جبر خاطر الملهوف أغلى من كنوز الأرض، كان يضحي بكل ما يملك لكي يخرجني طبيبا أداوي آلام الناس، واستطعت أن أتخرج من كلية الطب القصر العيني عام 1967 م وبدأت عملي الطبي والإنساني في الوحدات الريفية وهناك شاهدت بعيني معاناة الغلابة ممن لا يملكون ثمن العلاج وصدمني حالة طفل لايتعدي10أعوام  فقد حياته حيث لم تجد الأم ماتنفقه على علاجه أواطعام أشقائه..

فكان أمرا مؤلما حزينا في حياتي فقررت أن أهب نفسي للغلابه أخفف عنهم أسعدهم بعينات العلاج المجاني وأدوية يتبرع بها الأغنياء وكشفي 10 جنيهات من يملكها يدفعها ومن لا يملكها أقوم بالكشف عليه وأعطيه العلاج أيضا، فالمتعة الحقيقية أن تمسح دمعة فقير يتألم ولا يوجد ثمن الكشف أو العلاج.

والأغرب أن هذا الطبيب الإنسان رفض مؤخرا جائزة برنامج «قلبي اطمأن» وشيك بمبلغ كبير وقال إنني لاأحتاج المال فقناعتي أن القليل يكفيني و طعامي لا يتجاوز عدة جنيهات وملبسي أبسط ما يكون ووجه بتوفير تلك المبالغ لأعمال البر ومنها الصرف على مؤسسات  الرعاية ودور الأيتام ومراكز الأطفال فاقدي الأهل.

الدكتور«مشالي» برر أعماله  بأنها واجب وطني وانساني، فالمنظومة الطبية داخل المستشفيات الجامعية والحكومية ذات إمكانيات محدودة وعلى الأطباء أن يراعوا الفقراء ومن يحتاجون إلى خبراتهم فإذا ضاق المرض بالفقير فسوف يلجأ إلى الطبيب الخبرة لكنه سيقف عاجزا أمام ثمن الكشف، وهنا يأتي نبل ملاك الرحمه في أن يرفع عنه وطأة المرض دون أن يثقل كاهله بثمن الكشف والذي غالبا لايملكه البسطاء.

تحول إلى أيقونه في كل مكان في الغربية فأصبح سكان القرى يزحفون إليه فخبرته كبيرة في اكتشاف المرض وعلاجه بسيط وغير مكلف لكنه قادر على  علاج الألم.. وهناك قرى بمركز طنطا افتتحت له عيادات ويزورها يوميا فالجميع يثق في تشخيصه ثقة عمياء والفقراء ينتظرونه فهو  من يخفف عنهم وطأة المعاناة وفقر الإحتياج وكأنه ملاكا أرسلته العنايه الإلهية ليكون معينا للمرضي الفقراء وغلابة البشر..

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
  tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى