نون والقلم

إنجازات تسبق الوعود

الرؤية الواضحة تفتح آفاقاً واسعة للفكر، وتشرع أبواباً للإبداع، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ينظر دوماً إلى المستقبل، فالأمس قد مضى، واليوم قد حل، بينما الأمل في الغد وما بعده، اعتاد أن يعمل للأجيال القادمة.

وأن يسابق الزمن بمن معه الآن، وهو دائم التفاخر بالفرق التي تعمل معه، فهي التي تترجم رؤية سموه إلى واقع ملموس، تأخذ الفكرة بخطوطها العريضة، وتضع التصورات مستخدمة العلم ومستعينة بالخبراء، وتحدد جدولاً زمنياً لعملها ومن بعده لإنجاز المشروع، أياً كان نوع المشروع. والشيخ محمد يتابع كل خطوة، ويطّلع على التفاصيل كافة، ويناقش في جلسات متخصصة النتائج، ولا يعتمدها قبل التأكد من تطابقها مع الفكرة بأهدافها وغاياتها.

ونعود إلى آخر مبادرتين طرحهما سموه، جائزة التسامح، والمعهد الدولي للتسامح، ومنهما يمكن أن نتعرف على أسلوب محمد بن راشد، فهو الذي استحدث أول وزارة للتسامح في آخر تشكيل وزاري، هي الأولى هنا والأولى على مستوى العالم، وأردفها بهاتين المبادرتين. فالجائزة ستحفز الكتاب والمفكرين والمبدعين في المجالات الفنية على الابتكار في قيم التسامح وتعزيزها بين الأجيال.

أما المعهد فسيكون رافداً لفكرٍ جديدٍ نسعى جميعاً نحو ترسيخه، ومنطقتنا بأمس الحاجة لنشر هذا الفكر بعد كل الذي عانته من تطرف وتشدد وتكفير وإقصاء. التسامح بديل للإرهاب، ونشره سيؤسس لحياة كريمة تقوم على الاحترام المتبادل بين الناس بأجناسهم ومعتقداتهم، وبهاتين المبادرتين نرى الوزارة الجديدة المستحدثة قد أصبح لديها برنامج عمل، وهذا يعيدنا من جديد إلى المقدمة، فالشيخ محمد عندما أطلق وزارة التسامح كان بلا أدنى شك قد رسم تصوره لهذه الوزارة، فالقصد لم يكن التفاخر بأننا ندعو للتسامح، بل هناك هدف واضح، هدف ناتج عن رؤية تستشرف المستقبل، ولهذا تنجح المبادرات هنا في دولة الإمارات، وتحقق أهدافها، ولا يطلق مشروع أو يعلن عن فكرة قبل أن تكون الدراسات جاهزة والإمكانات متوافرة.

في مدارس قيادات دولة الإمارات تعلمنا أن الأقوال دوماً تكون مقرونة بالأفعال، وأن الإنجازات تسبق الوعود.

زر الذهاب إلى الأعلى