نون لايت

إلهام جمال تكتب: هل أصبحت حياتنا الشخصية من حق الجميع؟ 2-2

لا شك أن المبالغة في نشر الصور والمواقف الخاصة من حياتنا صورة من صور الاستخدام السيئ للتكنولوجيا بصفة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة خاصة وصورة من صور الاضطراب النفسي كما يقول علم النفس.

حيث يقول المختصون في علم النفس إن هذه العادة تنبع من الاحتياج للتقدير والتقبل وقله الثقة في النفس.

الاحتياج بكل صوره هنا هو المُحرك الأساسي.. فيقول الشخص بذلك الفعل للناس ( أنا موجود ) ليستقبل ثناءهم عليه واعترافهم بوجوده، فهو بذلك يشبع احتياجه النفسي للاهتمام الذي ربما يكون فاقدا له في الحياة الواقعية ممن حوله،  فيحصل عليه من الحياة الافتراضية بهذه الطريقة.

من ناحية أخرى، فإن حصول الشخص الذي يرفع هذه الصور إلى العامة على الكثير من الاعجابات والتعليقات تشبع لديه حاجته بالقيام بإنجاز ما في حياته، مهما كان انجازا غير واقعيا، تماما كحصول أحدهم على مركز متقدم في لعبة من العاب الانترنت!

كما أن استخدام حياتنا الخاصة التي ليس فيها أي إفادة أو قيمة مضافة، واستغلال فضول الناس من أجل كسب المال فيما يسمى بظاهرة «الانفلونسرز» من أكثر الظواهر التي تضيع قيمة «الخصوصية»، وحقيقة ليس مثيرا للاستغراب أن هؤلاء الذين يقدمون محتوى فارغا يصل صوتهم أسرع إلى الناس، فان الأشياء التي بلا وزن هي دائما ما تطفو على السطح أسرع من غيرها .

إن هذه الظاهرة تتنافى تنافيا تاما مع ثقافتنا الدينية التي دائما ما تركز على ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين فيما نمتلك من النعم، وعدم المفاخرة بها لما فيه من كسر لقلوب بعض من الناس، فالسوشيال ميديا أصبحت ميدان يتسابق فيه الناس فيمن يمتلك اللحظات السعيدة أكثر من غيره !

لأن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده،  فإن الخوف كل الخوف في المستقبل من أن نضيع حدودنا ونفقد السيطرة على حياتنا ولا نستطيع تمييز ما يمكن أن ننشر على الانترنت ننفع به أنفسنا وغيرنا وما يجب أن يكون خاصا من حياتنا ولا نضرّ به أنفسنا وغيرنا .

إلهام جمال تكتب: هل أصبحت حياتنا الشخصية من حق الجميع؟
   tF   اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى