أكد خبير أمني وعسكري إسرائيلي، أن السعودية تعمل على تحويل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل.
تطورات متلاحقة
وأوضح الخبير الأمني والعسكري الإسرائيلي، آموس هاريل، أن السعودية اتخذت في أواخر الأسبوع الماضي سلسلة من الإجراءات «الصادمة؛ داخل المملكة وخارجها، التي من شأنها أن تصعد من معركة الهيمنة على المنطقة مع إيران».
ولفت هاريل في مقال له على موقع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إلى أن «سلسلة التطورات المتلاحقة أثارت مستوى من التوتر في عواصم جيرانها، مما أثار الكثير من التخمين بشأن التحركات القادمة للسعوديين».
وأشار إلى العديد من الأحداث التي وقعت ومنها؛ إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري، استقالته من قلب السعودية؛ حيث تؤكد تطورات الأحداث أن الاستقالة كانت «أشبه بإملاء سعودي، نابع من ضجر الرياض بطريقة تعامل الحريري مع حزب الله».
ولفت إلى حملة اعتقالات واسعة بتهمة الفساد، طالت العديد من الأمراء والوزراء ورجال أعمال سعوديين بارزين، وفي تلك الأثناء «أسقطت القوات الجوية السعودية طائرة أمير سعودي حاول الهرب عن طريق الجو»وفقا لزعمه.
وفي الوقت ذاته تقريبا، «أطلقت جماعة الحوثي المدعومة من إيران صاروخا على مطار الرياض، اعترضته بنجاح صواريخ أميركية، وقامت السعودية بعد ذلك بفرض حصار على اليمن»، وفق الخبير الإسرائيلي.
وووفقا لموقع «لبنان 24» نوه الخبير الإسرائيلي إلى جملة من التطورات الأخرى التي رافقت ما يجرى في السعودية، حيث غرد الرئيس الاميركي دونالد ترامب داعما الخطوات التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسبق ذلك زيارة جاريد كوشنر، مستشار ترامب إلى السعودية.
زيارة عاجلة
وذكر أن التقديرات الإسرائيلية الرسمية التي نشرت مؤخرا، «تطابقت تماما مع النسخة السعودية الرسمية للأحداث؛ التي حملت إيران مسؤولية الأزمة في لبنان، وهو ما تزامن مع زيارة عاجلة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرياض عقب زيارته لمصر».
وبحسب هاريل، تلقت بروكسل طلبا مفاجئا بزيارة وفد سعودي رفيع المستوى الأسبوع المقبل لبحث سبل مكافحة الإرهاب، متسائلا: «هل هناك خط واحد يربط بين هذه النقاط، فضلا عن خط يربطها بالأزمة المتعمدة مع قطر؟ وهل هناك صلة بين هذه القضايا والمصالحة الفلسطينية؟».
وبين الخبير الأمني والعسكري، أن مسؤولي الاستخبارات والباحثين والأكاديميين، يرون أن «هذه الخطوات تهدف إلى توطيد نفوذ محمد بن سلمان، قبل نقل السلطة له من والده البالغ من العمر 82 عاما».
وفي الوقت الذي يتمتع فيه «البيت الملكي السعودي بعلاقة قوية مع إدارة ترامب، ومع تزايد التقارير التي تتحدث عن زيادة التنسيق الدبلوماسي والتعاون الاستخباري بين الرياض وتل أبيب، فإن إسرائيل والسعودية يرون في إيران عدوا مشتركا، وكلاهما يشعر بالإحباط إزاء عدم كفاءة الغرب في التعامل مع التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة». حسب هاريل.
ورأى أن سلسلة الأحداث، تشي بأن «التحرك السعودي الواسع؛ هو محاولة طموحة للوصول إلى نظام إقليمي جديد، حيث يرتبط هذا الطموح بالمصالحة الفلسطينية الداخلية التي تقودها القاهرة، وعزم إدارة ترامب تقديم وثيقة جديدة في محاولة لتحريك عملية السلام المتوقفة، وهو ما يجري التنسيق بشأنه مع السعودية التي ربما تطمح لأمر آخر».
وأشار هاريل، إلى حديث سفير الولايات المتحدة السابق لدى «إسرائيل» دان شابيرو، الذي أوضح فيه أن هناك «محاولة سعودية لنقل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، وذلك في محاولة من الرياض دفع إسرائيل للقيام بالعمل القذر الذي تريده، وهو ما قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تأمل السعودية تحقيقها»، وفق شابيرو.
وقدّر أن استقالة الحريري «ستجبر حزب الله على التعامل مع تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وقد تقوم بتصعيد المواجهة العسكرية مع إسرائيل من أجل توحيد الجماهير اللبنانية حولها»، محذرا «إسرائيل» من الانجرار إلى مواجهة عسكرية «سابقة لأوانها».
وأكد هاريل، أن شابيرو ليس هو الوحيد الذي يتحدث عن زيادة احتمال مثل هذا السيناريو، حيث نوه لما كتبه دوف زاخيم، الذي شغل مناصب عليا في البنتاغون خلال إدارة ريغان، حين أشار إلى أن الجمع بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان، يجعل الاحتمالات مفتوحة، حيث يخطط هؤلاء الثلاثة «لشيء يبدو كأنه خطة للضغط على إيران»، بحسب تعبير الصحيفة.
واقترح زاخيم، على «تل أبيب» أن تقيم نفسها في ظل هذه الظروف بالغة الحساسية؛ ومع نجاح نظام بشار الأسد، وتزايد الوجود الروسي في سوريا وتضاعف النفوذ الإيراني، فقد «خلق هذا حالة جديدة وغير واضحة»، موضحة أن «هناك حاجة لتحديد قواعد اللعبة التي من شأنها الحفاظ على حرية إسرائيل في العملية العسكرية على الجبهة الشمالية».
ويبدو أن كل هذه الظروف وما يجري من استهداف إرساليات السلاح المرسلة من إيران إلى لبنان، «تزيد بشكل كبير من مخاطر تدهور غير مخطط له، نتيجة لوقوع حادث محلي خارج نطاق السيطرة»، وفق الخبير الإسرائيلي الذي قال: «إذا كانت السعودية تتعمد إذكاء النيران بين الجانبين، فإن هذا سيصبح خطرا ملموسا».
وأضاف:«هناك حاجة لتحديد قواعد اللعبة التي ستحافظ على حرية إسرائيل في العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية»، لافتا إلى قيام الجيش الإسرائيلي بأخذ الموافقة من القادة السياسيين في إسرائيل، على أي عملية تتوفر بشأنها معلومات استخبارية دقيقة وتخطيط جيد».
ونبه هاريل في نهاية مقاله إلى أن «هذه الفترة متوترة حتى بالمقارنة مع أحداث السنوات الأخيرة».