نون – أ ف ب
أعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم بعدما أزال الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية صفحة خاصة بالأراضي الفلسطينية من لائحته للبلدان والمناطق.
وأكدت الحكومة الفلسطينية في بيانها مؤخرا أن هذه الخطوة «تؤكد التحيز الأمريكي تجاه إسرائيل»، وقالت إن هذا التحول «لا يمكن أن يتجاهل الحقوق الفلسطينية، وهو ما اعترفت به دول العالم بالإجماع».
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن شطب مصطلح الأراضي الفلسطينية من موقع الخارجية الأمريكية «لا يتعلق بالمصالح القومية للولايات المتحدة، إنما يتعلق بتقدم جدول أعمال مجلس المستوطنين الإسرائيليين»، وأضاف أن «قرار عدم رؤية الحقيقة لا يعني إلغاء وجودها».
كما شكك مسؤولون فلسطينيون آخرون في إمكانية ألا يكون هذا التغيير، الذي جاء بعد حذف مصطلح «الأراضي المحتلة» من بعض الوثائق الأمريكية تجسيدا لآمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ضم جزء كبير من الضفة الغربية، ألا يكون متعمدا.
ولم يعد الموقع الرسمي للوزارة يضم مدخلا منفصلا للسلطة الفلسطينية، وتظهر نسخة من الأرشيف من الموقع الإلكتروني في عهد الرئيس السابق باراك أوباما (2009-2017) أن الأراضي الفلسطينية كانت مدرجة على لائحة البلدان والمناطق في الصفحة الافتتاحية وفي قسم مكتب الشرق الأدنى.
من جهتها قللت مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية من أهمية هذا التغيير على الموقع الإلكتروني للوزارة، قائلة إن «الموقع قيد التحديث ولم يطرأ أي تغيير على سياستنا»، لكنّها لم توضح ما إذا كان الموقع الذي خضع لإعادة تصميم في الآونة الأخيرة، سيتضمن مجدّدا مدخلا منفصلا للأراضي الفلسطينية.
ووصف دان شابيرو، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد أوباما، التغيير في الموقع الإلكتروني للوزارة بـ«الجنون»، وكتب على تويتر «لن ينتقل الفلسطينيون إلى أي مكان آخر. المصالح الأمريكية تتطلب التعامل معهم، وإسرائيل نفسها لا تزال تتعاون مع السلطة الفلسطينية بطرق مختلفة».
وفي السياق ذاته، غيرت وزارة الخارجية الأمريكية بعض العبارات في تقاريرها ولم تعد تتحدث عن «أراض محتلة».
ويؤيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، واتخذ العديد من القرارات التاريخية، بما فيها الاعتراف بالقدس بشطريها عاصمة للدولة العبرية،كما قرر تخفيض التمويل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
من جهتها قالت السلطة الفلسطينية عقب قرارات ترامب إنها لم تعد تعتبر واشنطن وسيطا نزيها في عملية السلام، ورفضت مبادرات السلام التي يطرحها ترامب، كما قاطعت مؤتمرا في يونيو الفائت في البحرين، دعت له واشنطن، سعى إلى تنمية الأراضي الفلسطينية، واعتبرته جزء من ما يسمى «صفقة القرن».