نون والقلم

إبراهيم محمد باداود يكتب: يوم عرفة.. يوم عظيم

اليوم أحد الأيام العظيمة في عامنا الهجري، هو يوم عظيم وفيه فضل كبير وقد خصه الله بمميزات عديدة، ففي هذا اليوم يباهي الله بأهل عرفة أهل السماء، كيف لا..؟ والجميع مشغول بعبادته وتلبيته سواء من هم حجاج في المشعر الحرام أو من هم في بيوتهم، فالوقوف بعرفة للحاج هو ركن الحج الأكبر والذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم والعتق من النار والعودة كيوم ولدتهم أمهاتهم، كما أن صيام يوم عرفة لغيرالحاج يكفر السنة الماضية والسنة القابلة وخير الدعاء دعاء يوم عرفة. وهناك العديد والعديد من الفضائل لهذا اليوم العظيم ومع كل ذلك الفضل إلا أنه وللأسف فإنه أحياناً يمر على البعض وكأنه يوم عادي كغيره من أيام العام فلا خشوع لذلك اليوم ولاصيام أو استغفار من بعض من لم تُتح لهم فرصة الحج.

يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم وهي: شهرذي القعدة ، وشهر ذي الحجة، وشهر محرم، وشهر رجب. ويوم عرفة أحد الأيام المعلومات (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، ويوم عرفة أحد الأيام العشرالتي أقسم بها الله مؤكداً عظم فضلها وعلو قدرها، قال تعالى (وليال عشر)، ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الملة.

جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لوعلينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال سيدنا عمر: أي آية قال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

يوم عرفة موقف مصغر من موقف يوم الحشر، فالجميع متساوون لا فرق بين غني وفقير ولا أبيض أو أسود ولا رجل أو امرأة، فالكل يناجي مولاه والكل مجرد من كل شيء والجميع يأمل في عفو الله وغفرانه.

فعلينا أن نقدر لهذا اليوم مكانته وأن نستشعر عظمته وما فيه من فضل وأن لا يتم التعامل معه كباقي أيام السنة لما فيه من فضل كبير ، ويجب أن نربي أبناءنا على أهمية هذا اليوم وما يجب أن يقام فيه من أعمال وأذكار وأن نوصيهم دائماً بالحرص على الفرص الذهبية التي تتوالى على مدار السنة مثل يوم عرفة ويوم عاشوراء والأيام البيض وغيرها من النفحات الربانية التي يكرمنا بها المولى طوال العام.

نقلا عن صحيفة المدينة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى