نون والقلم

إبراهيم الشيخ يكتب: يا راحلين إلى عرفات..

(1)

للشاعر اليمني عبدالرحيم البرعي أبيات وخواطر رائعة حول المشاعر والمناسك يقول في أبياتها:

يا راحــــلين إلى منـى بقيـادي

هيّجتُموا يوم الرحيـل فـــــؤادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي

الشوق أقلقني وصــوت الحـادي

وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم

يا ســـــاكنين المنحنـى والـوادي

ويلوح لي ما بين زمزم والصفا

عند المقام سمعت صوت منادي

ويقول لي يا نائـما جـدّ الســُّرى

عرفات تجـلو كل قلب صـادي

من نال من عرفات نظـــرة ساعة

نال الســـرور ونال كل مــراد

تالله ما أحــلى المبيت على منـى

في ليل عـــــيد أبـرك الأعيـــاد

ضحوا ضحاياهم فســال دماؤهــا

وأنا المتيم قد نحـــرت فـؤادي

إلــى أن يــــــقـــول:

فإذا وصلتـم ســــــالميـن فبلغـــوا

مني الســلام أُهيـل ذاك الـوادي

صلى عليك الله يا علـم الهـــــــدى

ما ســار ركب أو ترنـم حـادي

(2)

مع كل تهليلة وتكبيرة، تجيش الخواطر وتهيج المشاعر، تتمنى رؤية ذلك المكان والعيش في أجواء الحج ومشاعره.

تدعو المولى القدير أن يهبها زيارة بيته العتيق، والتنقل بين مناسكه ومحطاته من منى وعرفات ومزدلفة والتحلل الأصغر، ثم الرمي ومنى والتحلل الأكبر، وما بينهما من عمرة وحج، يطهّر الجسد من الأدران والقلوب من الذنوب.

إنها الشحنة الإيمانية التي تشفي القلوب، وتعيد إلى الأرواح حياتها.

إنها الولادة الثانية والجديدة في الحياة الدنيا.

اللهم احفظ حجيجك وتقبل حجتهم، وأرجعهم إلى ديارهم سالمين غانمين.

(3)

بلاد حباها الله برعاية حجيجه، وها هي -كعادتها كل عام- تقدم لهم الغالي والنفيس من الرعاية والوفادة والسقاية والحماية، حتى يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين.

روعة وبهاء وجمال ممارسات رجال الأمن السعودي في شوارع مكة وما حولها، وفي استقبال الحجيج قبلها، مازال يرسم صورة رائعة عن كرم الضيافة وإتقان أداء الواجب الذي يتكرر كل عام، من غير منّ ولا طلب رد جميل.

اللهم احفظ الحرمين وبلاد الحرمين وأعزها أرضا وشعبا وقيادة بالتوحيد والإسلام.

(4)

في هذه النقطة، سأخرج عما سبق، لأشيد بقرار رئيس الوزراء يوم أمس، وتوجيهاته الصريحة للتحقيق في موضوع الشهادات المزورة، وإنزال العقوبات بمن تجرّأ ومارس النصب والاحتيال لينال الترقيات والدرجات والمناصب.

مناصب عليا في الحكومة وفي شركاتنا الوطنية المعروفة، يشغلها أجانب بشهادات مزورة، وأبناء الوطن مازالوا يعانون من جحيم البطالة.

توجيهات رئيس الوزراء استجابة سريعة وحماية مطلوبة لسمعة الوطن، فليس هناك أشخاص فوق القانون كما ذكرنا بالأمس.

‏أخيرا، إما أن ينفّذ القرار بعدالة ولا يُستثنى أحد، وإما ألا تطبقوه على الضعيف ويُستثنى القوي محميّ الظهر.

تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير وأمتنا بخير وعزة ومنعة ونصر وتمكين.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى