نون والقلم

إبراهيم الشيخ يكتب: التطبيع الخليجي وقرن الشياطين؟!

لم يكن أكثر المتشائمين مما يحدث في بلادنا الخليجية من ترضيات وصفقات (للعم سام) يتوقع قبول دولة خليجية للقاتل الصهيوني المجرم «النتن ياهو»، بتدنيسه أراضينا، بل والتباهي بمصافحة المسؤولين في محطته العمانية هو وزوجته، بينما صواريخه كانت تضيء سماء غزة قصفا للمدنيين المحاصرين هناك في الوقت نفسه؛ احتفالا بتلك المناسبة!

بَدَأتها البحرين بزيارات لوفود تجارية ورياضية وثقافية، وها هم اليوم يوجدون بوفد للجمباز في قطر، ووفد آخر للجودو في الإمارات، ويبدو أن القادم أبشع؟!

غزل الرئيس الأمريكي ترامب العنيف وغير العفيف هو ونائبه للكيان الصهيوني إبّان حملتهما الإنتخابية، وتعيينه صهره كوشنر في أكثر المناصب حساسية في الإدارة الأمريكية، تلاها بنقله السفارة الأمريكية إلى القدس، كلها مؤشرات على أن صفقة قرن الشياطين تسير وفق خط زمني تصاعدي، فيه من الإملاءات والابتزازات والتنازلات الشيء الكثير.

غالبية الشعوب الإسلامية والعربية من المحيط إلى الخليج رافضة للتطبيع، وكما رفضه البحرينيون وخرجوا بوسم «بحرينيون ضد التطبيع»، رفضه القطريون وخرجوا بوسم «قطريون ضد التطبيع»، كما رفضه العمانيون وخرجوا بوسم «عمانيون ضد التطبيع»، وكذلك تفعل الشعوب الحية، التي تعرف أين تتوجه بوصلتها، ومن هو عدوها وعدو أمتها، من القتلة مغتصبي الأرض.

ما يحزن القلب أن هذا السعار التطبيعي يحدث في الوقت الذي يستمر فيه الصهاينة في استفزاز مشاعر المسلمين عبر اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين.

يحدث في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة اعتداءات الجيش والمتطرفين الصهاينة على المصلين هناك.

دولنا تركض سراعا إلى التطبيع، في الوقت الذي يستمر فيه الصهاينة بقصف مدينة غزة الصامدة والمحاصرة، ومع استمرار الاغتيالات والاعتقالات في صفوف الشعب الفلسطيني الأعزل.

التطبيع جريمة في حق هذه الأمة، ودماء أبنائها المسفوكة على طاولات الخنوع والانبطاح والرذيلة السياسية.

التطبيع خيانة لهذه الأمة، وجريمة في حق وجودها وحدودها.

الأنظمة المطبّعة، التي رضيت بذلك الاختراق المشين، تخون أمتها، وشعوبها، ودينها، ودماء عشرات الآلاف من الشهداء، الذين قدموا دماءهم قرابين لحماية مقدسات الأمة وشرفها.

برودكاست: تاريخيا؛ لطالما كانت النخب السياسية والمجتمعية بكل توجهاتها الآيدولوجية حصنا منيعا في مواقفها من القضية الفلسطينية، ولكن أين تلك النخب اليوم؟!

كثيرون تساقطوا على الطريق، وكثيرون خانوا القضية، ومنهم فلسطينيون للأسف الشديد.

كل ذلك ليس له وزن، فالأرض المقدسة لها رجال يحمونها بمهجهم وأرواحهم، لا يضرهم من خذلهم، لا يرهبهم طواغيت البشر، ولا صفقات قرن الشياطين!

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى