نون – أبوظبي
انطلقت، مساء أمس الثلاثاء، الأمسية الأولى المباشرة من أمسيات برنامج شاعر المليون ، في موسمه التاسع والتي شهدها سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، بحضور الشيخ محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، ومعالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، وعيسى المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات، وسعادة د. علي بن تميم رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للغة العربية، والتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة الفضائية والإمارات.
لوحات فنية رائعة من الفلكلور الإماراتي العريق
وكان افتتاح الحلقة الأولى ضمن النسخة التاسعة من البرنامج الذي يمثل أضخم مسابقة في الشعر النبطي، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، مع لوحات فنية من الفلكلور الإماراتي، قدمتها فرقة «جمعية أبوظبي للفنون الشعبية» وصمّمها سفير الألحان فايز السعيد، متضمنةً إلى جانب الحضور المتألق لفرسان المنكوس يتقدمهم حمدان المنصوري، فنون الونة والتغرودة والعيالة والحربية، وفن المردادي وهو أحد الفنون الإنشادية النادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة مع أبيات للشاعر المتنبي:
«بأبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبَا أللاّبِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبَا
ألنّاعِماتُ القاتِلاتُ المُحْيِيَات المُبْدِياتُ مِنَ الدّلالِ غَرائِبَا»
تلاها الفيلم التسجيلي الذي تناول دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودوره في تأسيس دولة الإمارات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، ومقولته الشهيرة، رحمه الله، «التسامح واجب وإذا كان أعظم العظماء الخالق عز وجل يسامح، ونحن بشر خلقنا ما نسامح، نحن بشر لكننا أخوان»، مع التأكيد على رمزية عام التسامح في مسيرة ورسالة تسامح الإمارات ووزارة التسامح كعلامة فرادة إماراتية تعكس ثقافة شعب هذه الأرض الطيبة التي فتحت ذراعيها لكل البشر من كل الأجناس والثقافات.
أخبار ذات صلة:
ننشر قائمة الـ48 شاعراً و تفاصيل الموسم التاسع من شاعر المليون
آلية تصفية الشعراء عبر المراحل الخمس للمسابقة
ومع ترحيب الإعلاميين اللذين يقدمان البرنامج حسين العامري وأسمهان النقبي، بأعضاء لجنة تحكيم البرنامج الأستاذ سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والأستاذ حمد السعيد، كان استعراض آلية توزيع أمسيات البرنامج الذي يشارك فيه 48 شاعراً على مراحله الخمس، حيث يتم في المرحلة الأولى والتي تتضمن ثماني أمسيات يشارك في كل منها ستة شعراء يتأهل منهم ثلاثة شعراء بقرار اللجنة وتصويت الجمهور، وصولاً إلى المرحلة الثانية والتي تتضمن أربع حلقات يشارك في كل منها أيضاً ستة شعراء ليتأهل في نهايتها 12 شاعراً، والمرحلة الثالثة التي تنقسم على أمسيتين يتأهل في نهايتها 6 شعراء، والمرحلة الرابعة والخامسة مع الأمسيات النصف نهائية والنهائية حيث يمنح البرنامج في نهايتها جوائز ومكافآت قيّمة للشعراء الستة الفائزين بالمراتب الأولى تصل إلى 15 مليون درهم، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على لقب شاعر المليون، إضافة إلى بيرق الشعر و5 ملايين درهم، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم، والرابع على مليوني درهم، والخامس على مليون درهم، والسادس على 600 ألف درهم.
صوت نسائي قوي يفتتح أولى أمسيات البرنامج
ومع اختيار الشعراء المتسابقين ضمن الأمسية الأولى وهم العنود فراج المطيري من السعودية، خالد الماجد السبيعي من الكويت، عبدالله العجوري من الأردن، عناد الشيباني من السعودية، مبارك بالعود العامري من الإمارات، ومحمد راشد العويلي من العراق، كانت المحطة الأولى مع العنود فراج المطيري من السعودية بصوتها الأنثوي القوي وقصيدتها الحكمية التي نالت استحسان اللجنة مع الإشادة بقوتها وجماليتها بحرفة شاعرة متمكنة وحواريتها مع قلبها وتفسير حرفي وتأويل اجتهادي رسما معاً صورة لقاء في مقهى على ضفاف النيل، والتي اعتبرها سلطان العميمي قصيدة الأمكنة بامتياز مع مطلعها المميز وبحثها عن المكان وانتقالها عبره كتعبير عن المكانة التي تبحث عنها الشاعرة والحضور الذي يليق بها في المسابقة والشعر والحياة. تلاها الشاعر خالد الماجد السبيعي من الكويت والذي رأى أعضاء اللجنة في قصيدته علاقةً مع الذات بصنعة ذكية وأسلوب فلسفي يعكس موقف الشاعر في الإصرار على الوصول وتحقيق الطموح ولو متأخراً، حيث اعتبر الدكتور غسان الحسن أن النص يحفل بالتدفق الشعري والبحث عن الذات والتراسل مع الحِكم التي جاءت شعريةً بثوب تصويري جميل مطعّم بالاستعارات.
شاعرية عالية وذاتية تعكس تألق الشعراء على مسرح شاطئ الراحة
ثالث متسابقي الأمسية الأولى من البرنامج كان عبدالله العجوري من الأردن، مع نصه العاطفي الشفيف ومناجاة الحبيب والشوق والوحشة وقصة الخصام والمعاناة التي طالت، والتي رأى فيها أعضاء لجنة تحكيم البرنامج المستوى الشعري الرفيع والمطلع الجميل مع عدم مناسبة البيت الأخير للمعاناة التي صورتها القصيدة، حيث رأى العميمي أن القصيدة عميقة بتصوير شعري متقن يؤكد القدرة الشعرية مع ملاحظة مطلع القصيدة الغريب مقارنة مع ختامها، فبدايتها منبرية ذاتية بينما نهايتها خصوصية مع الآخر، مع السوداوية التي غلبت على النص. تلاه عناد الشيباني من السعودية في نصه الذاتي الذي يجسد رمزية القمر في موقف الشعراء على مسرح شاطئ الراحة ببهاء البرنامج الشعري الأضخم في تاريخ الشعر النبطي، مع ملاحظة اللجنة غياب الاتجاه الواضح للنص وضعف المستوى اللغوي باستخدام الشاعر لعبارات الناس العامة في حياتهم اليومية معتبرين أن لغة الشعر أدبية منتقاة، حيث أشاد سلطان العميمي بتفاعل الشاعر مع قصيدته وفكرتها المميزة وحواريتها الجميلة مع الآخر أكان القمر أو الشعر أو النور، معتبراً أن القصيدة تنتمي إلى بيئتها على صعيد المفردة والصورة الشعرية.
بطولات الإمارات وتضحيات العراق أيقونات الأمسية الأولى
خامس شعراء الأمسية الأولى من برنامج شاعر المليون في نسخته التاسعة كان مبارك بالعود العامري من الإمارات، حاضراً بقوة متألقاً في قصيدته التي تعبّر عن تفاني الشعر في حب الأوطان وتخليده بطولات جنود الإمارات البواسل وشهدائها، والتي نالت إعجاب أعضاء لجنة التحكيم لجهة تلبيتها نداء الوطن وميادين البطولات بنصٍّ مكتوب خصيصاً للإمارات دار زايد، وحافل برموز الوطن ابتداءً بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصولاً إلى كل جنود الإمارات البواسل المضحّين السبّاقين إلى الذود عن الأرض والعرض وفي مقدمهم الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان، حيث أشاد حمد السعيد بالحضور المشرّف للشاعر ونصه الشامخ المليء بالرموز الوطنية وامتلاكه زمام النص من المطلع إلى الخاتمة، مع الخصوصية الذكية والرمزية العالية في الإشارة إلى سلالة من خيل الشيخ زايد الأول طيب الله ثراه، كما رأى الدكتور الحسن أنّ الحصان الذي أُهدي إلى الشيخ زايد الأول «ربدان» صار رمزاً في تاريخ الإمارات ونصرها وردّ أعدائها، كما عبرت القصيدة المحكمة البناء عن كتلة من الرموز والتاريخ والفنون الإماراتية المجسدة شعراً، تلمس فيها الشاعر كثيراً من الجوانب الإماراتية في الذات والمجتمع والبعد الوطني والقومي والإنساني. تلاه سادس شعراء الأمسية محمد راشد العويلي من العراق بقصيدة مؤثرة في حب العراق وأوطان العرب والعروبة، وموقف شعري أصيل يفضح هجمة الفرس وثورة الشعب العراقي لإعلاء راية الكرامة العربية في مشهدية بكاء بعين الفرات، حيث نالت قصيدة الشاعر إعجاب أعضاء لجنة التحكيم الذي أشادوا بقدرة الشاعر وبلاغته وثقافته ذات البعد التاريخي والجغرافي ورموز البطولات العربية مع خالد بن الوليد والمعتصم وصلاح الدين، والغيرة العربية والنخوة والشهامة التي تجلت في ثورة العراق التشرينية، كما رأى حمد السعيد أن الشاعر بطلٌ عربي أصيل من بلاد الرافدين يمثل ثوار ثورة تشرين بنص مليء بنفس العروبة معبر عن صحوة الشعب العراقي وتمسّكه بعودة العراق الشامخ إلى حضن أمته.
شاعران متأهلان من العراق والإمارات والبقية لتصويت الجمهور
وفي ختام الأمسية كانت نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: العنود فراج المطيري 11%، خالد الماجد السبيعي 13%، عبد الله العجوري 4%، عناد الشيباني 11%، مبارك بالعود العامري 28%، ومحمد راشد العويلي بأعلى نسبة من تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة مع 33%، بينما تأهل بقرار أعضاء لجنة التحكيم كل من محمد راشد العويلي بنسبة 47 من 50، ومبارك بالعود العامري بنسبة 46 من 50، بينما جاءت النسبة لبقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال أسبوع كامل كالتالي: العنود المطيري 45/50، عناد الشيباني 43/50، عبد الله العجوري 41/50 وخالد السبيعي 40/50. كما تم الإعلان عن شعراء الأمسية الثانية استثنائياً يوم الاثنين القادم وهم: حمد المخلّفي الحربي وصالح محمد العنزي وعبد الرحمن القحطاني من السعودية، صالح الرشيدي من السودان، مزيد بن جدعان الوسمي من الكويت، ناصر بن خميس الغيلاني من سلطنة عُمان.
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية