نون لايت

أمير الشعراء يختتم المرحلة الأولى من منافسات الموسم الحادي عشر

في ختام المرحلة الأولى من الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» المرحلة الأولى من موسمه الحادي عشر، التي أقيمت مساء أمس الخميس، على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي تأهل الشاعر السوري محمد زياد شودب، والشاعرة الإماراتية أسماء الحمادي بقرار لجنة التحكيم، بينما أهل تصويت الجمهور الشاعر عماد أحمد أبو أحمد من ألمانيا 

وتعتبر هذه الحلقة هي الخامسة في البرنامج الذي تنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويبث على الهواء مباشرة على قناتي «أبوظبي» و«بينونة». 

وقد حضرها جمهور الشعر على رأسهم الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي  لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعضوَا اللجنة  الاستشارية للبرنامج الدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر. 

 أبعاد فلسفية:  

أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية،  والدكتور محمد حجو، تنافس إلى جانب المتأهلين الشاعرة المصرية سرى علوش الشاعر الفلسطيني فارس صالح من فلسطين.   

واستهلت المنافسة الشاعرة أسماء الحمادي قرأت قصيدة بعنوان «أغنيةٌ لقلوب مبتلّة» أشاد الدكتور علي بن تميم بمطلعها، ووصفها بأنها كتبت عن الطفولة وليس لها، وقال: «إن فيها ميلاً للتناص مع التراث ومع القرآن الكريم، وقد اعتمدت على الغنائية الكاملة» كما نوه إلى عدم مناسبة بعض أوصافها. 

وأوضح الدكتور محمد حجو إلى «أن القصيدة جريئة في اختيار الموضوع، وفيها مداعبة لغوية لمعلقة امرئ القيس تمثلت في تناصات غير متكلفة أكسبت بعض الأبيات مسحة تراثية» مشيداً بالتركيبة البلاغية للنص.    

أما الدكتور وهب روميّة فأشاد بمطلع القصيدة وبصورها، وقال إن في القصيدة أبياتاً كثيرة لا تخطئ العين أو الأذن جمالها، لكنه أشار إلى أن كثرة التناص مع قصيدة امرئ القيس أضاع صوت الشاعرة وأخفاه، مؤكداً أن التناص الديني في القصيدة كان جيداً، ونوه إلى «أن التناص يكون بالألفاظ وبالسياق الذي على الشاعر أن يوائمه مع سياق قصيدته حتى لا تتفكك على نحو ما ظهر في آخر بيت». 

ومن ثم ألقت المصرية سرى علوش قصيدتها «حكاية ناقصة للحبّ الأول» التي قدم الدكتور محمد حجو قراءة في جمالياتها، وقال: «إنها لا تخلو من بعد رمزي فلسفي في استحضارها للشخصيات» مشيراً إلى أنها تنطلق من نظرة الذات.  

أما الدكتور وهب روميّة فقد قال: «إن المدخل الصحيح إلى القصيدة هو قراءتها في ضوء نظرية الأنماط الأولية التي تذهب إلى أن كل أمر يبدو عصرياً يستمد جذوره من أنماط أولية عميقة في التاريخ والأساطير». لكنه تساءل عن العنصر التاريخي الذي أضافته القصيدة إلى قصة آدم وحواء؟ واصفاً القصيدة بأنها تتميز بلغتها العالية وصورها البديعة. 

وأوضح: الدكتور علي بن تميم: «أن هناك تأثراً واضحاً للشاعرة بمحمود درويش من خلال جمل كثيرة في القصيدة». 

وأشار إلى أن الشاعرة بحاجة إلى هضم شعر درويش حتى تنصهر هذه الجمل في النص، كما تناول الدلالات التي تحملها القصيدة في عنوانها، وموضوعها، ورموزها، لكنه أشار إلى «معاناة القصيدة من ارتباك في بعض المقاطع».  

 رموز وإشارات:  

  الشاعر فارس صالح من فلسطين كان ثالث شعراء الأمسية وألقى قصيدة بعنوان «نشيد الخلود»، قال عنها الدكتور وهب رومية: «فيها أموراً كثيرة تستحق الإشادة». 

وأشار إلى أن الشاعر حاول تقديم رؤيته للصراع في بلاده، برسم مشهد أسطوري لقمّة شاهقة يحيط بها من أسفلها سور تتكسر عليه الأمواج، ووصف القصيدة بأن فيها سرداً شعرياً بديعاً، وأن في خاتمتها طاقة رمزية ضخمة. لكنه قال: «إن الشاعر لم يوفق في محاولة التناص مع درويش بجعل الأعداء غماماً، ودرويش  جعلهم عابرين».  

وأشاد الدكتور علي بن تميم بالعنوان وقال: «إنه يدل على الملحمية». لكنه أشار إلى أن القصيدة مرتبكة وتخلو من بصمتها الخاصة، ووصفها بأنها سلسلة من المبالغات، منوهاً إلى أنه كان على الشاعر وصف بطل من عامة الناس وليس بطلاً خارقاً، وعاد ليصف النص بأنه خطابي مباشر. 

فيما قدم الدكتور محمد حجو قراءة في جماليات القصيدة وقال: «إن في نسيجها شيئاً من روح محمود درويش، وأشاد بالتصوير الجميل فيها باستلهام النص الديني».  

ومن ثم ألقى آخر المتنافسين الشاعر محمد زياد شودب قصيدة «العائد» التي لم يخف الدكتور علي بن تميم إعجابه بها وبما فيها من لحظات تقوم على المفارقة، وقال: «إن الشاعر أبدع وجعل العودة أمراً مجسداً يمكن الإحساس به». وأضاف أنه كان من الأفضل أن يقدم الشاعر في القصيدة رموزاً وإشارات ترتبط بالتاريخ السوري.  

وأشاد الدكتور محمد حجو بالقصيدة مشيراً إلى أن معمارها متماسك إلى حد كبير، وتنمو تركيبتها اللغوية والدلالية بتصوير الصراع النفسي بين الشعور بالإحباط والحزن والألم والشعور بانفراج المصير واقتراب الأمل بالعودة.  

وقال الدكتور وهب روميّة: «إن مما يلفت النظر في القصيدة، توظيف الشاعر للأحداث التاريخية توظيفاً فنياً راقياً، وأن صوره في القصيدة كانت بارعة وتجانست مع الحالات النفسية التي تصورها، كما صوّر العودة في القصيدة بصور فنية بصرية وسمعية فسيحة».  

 الشعراء الرواد:  

في فقرة «أثر شاعر» اختار الشعراء المشاركون في الأمسية، عدداً من الشعراء الذين كان لهم الأثر في تجاربهم الشعرية، فتحدث محمد زياد شودب عن الشاعر السوري نديم محمد (1908-1994م) الذي قال إنه تناول في شعره العديد من القضايا مثل المرأة، ووصف الطبيعة، والقصائد الوطنية، فيما اختارت سرى علوش الشاعر فؤاد حداد (1928-1985م) الذي وصفته بأنه من أهم رواد الشعر الشعبي في مصر وقالت: «إنه أخذ على عاتقه أن يكون صوتاً للفقراء والمظلومين، وأرجعت تأثرها به إلى هويته المركبة».  

وتحدث فارس صالح عن الشاعر الفلسطيني سميح القاسم (1939-2014م) الذي قال إنه كان شاعراً يحارب من أجل هويته وإن قصائده كانت شعلة متقدة. واختارت أسماء الحمادي أن تتحدث عن الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري الحاصلة على وصافة برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الثامن، ووصفتها بأنها شاعرة التفاصيل الدقيقة وأن لها القدرة على تحويل كل تفصيل صغير إلى قصيدة بديعة. 

واستضافت الحلقة المباشرة الخامسة الفنان الإماراتي محمد المنهالي الذي قدم أداء جمع فيه بين أصالة الشعر الفصيح وعذوبة الشعر النبطي من خلال أغنية «أدرتِ طرفَكِ» التي كتب كلماتها الشاعر علاء جانب، الحاصل على لقب «أمير الشعراء» في الموسم الخامس. والأبيات النبطيّة في الأغنية هي من كلمات الشاعر سيف المنصوري، الحاصل على لقب «شاعر المليون» في الموسم السادس، ومن ألحان عبدالله الشحي.  

كما تحدث المنهالي عقب أدائه عن فكرة الأغنية والتحديات التي واجهته فيها بوصفها تجربة جديدة عليه، معبراً عن تقديره لما يقدمه برنامج «أمير الشعراء» للمشهد الشعري.  

وعرض في الحلقة تقرير مصور عن الزيارة التي قام بها الشعراء المشاركون في الأمسية الخامسة إلى مهرجان «أم الإمارات» بأبوظبي، حيث أوضح الشعراء أن أكثر ما لفت انتباههم في المهرجان أنه يمثل بيئة جاذبة للأسر ولا سيما الأطفال الذين تتوفر لهم تجربة ترفيهية متميزة رفقة ذويهم، كما أشاروا إلى أن مثل هذه الفعاليات في أبوظبي سيكون لها تأثير كبير في الأجيال الحديثة التي ستتأثر بها إيجابياً.  

يذكر أن آلية التنافس في الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» تشمل عدة مراحل للوصول إلى إمارة الشعر، حيث تتكون المرحلة الأولى التي اختتمت أمس من خمس حلقات بمشاركة عشرين شاعراً، ينتقل منهم خمسة عشر شاعراً إلى المرحلة التالية. 

وتتكون المرحلة الثانية من ثلاث حلقات يتنافس في كل حلقة خمسة شعراء، تؤهل منهم لجنة التحكيم شاعراً واحداً مباشرة إلى المرحلة المقبلة، وتكون درجات اللجنة في هذه المرحلة 50% مثل سابقتها، ونسبة تصويت الجمهور 50% يتنافس عليها الشعراء الأربعة الباقون طيلة أيام الأسبوع ليتأهل في النهاية الشاعر الحاصل على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين، مضافة إلى ما حصل عليه من لجنة التحكيم. 

أما المرحلة الثالثة قبل النهائية، فيتنافس فيها الشعراء الستة المتأهلون من المرحلة السابقة، وتضع لجنة التحكيم الدرجات بنسبة 60%، تقسم إلى 30% تُمنح في هذه الحلقة، والثلاثين في المئة الأخرى تُمنح في الحلقة النهائية، في حين يجري التصويت لهم مع نهاية الأمسية ولمدة أسبوع من قبل المشاهدين الذين لهم التصويت بنسبة 40% من الدرجات. 

وفي المرحلة النهائية يواصل الشعراء الستة التنافس للظفر باللقب، وتمنح اللجنة الشعراءَ نسبة الـ 30% المتبقية من الدرجات، ويتم في نهاية الحلقة جمع درجات اللجنة مع درجات التصويت، لتعلن النتائج النهائية، وتحدد المراكز من السادس وصولاً إلى المركز الأول الفائز بـ مليون درهم ولقب «أمير الشعراء» للموسم الحادي عشر.  

  

بواسطة
نون - أبوظبي - عبير يونس  
زر الذهاب إلى الأعلى