نون والقلم

أمل رمزي تكتب: فساد المحليات قصم ظهور المصريين

المحليات.. كلمة السر وبيت الداء وطاعون العصر الذي أصاب مصر في مقتل ونخر في عظام المجتمع خلال سنوات ما قبل 2014، وتقف بقوة خلف كل المشكلات التي تعاني منها البلاد حتى أصابتها بالشيخوخة، وباتت سدًا منيعًا أمام كل الجهود الحكومية والخطط التنموية، وتحتاج إلى ثورة لنزع هذه الألغام من طريق مصر الحديثة.

كل هذه العشوائيات التي باتت تشهدها البلاد من أقصاها لأدناها من مخالفات البناء سببها إدارات الأحياء التي سهلت وأغمضت أعينها وأغلقت المكاتب على القوانيين وعطلت العمل بها وبات القانون السائد أدفع وتجاوز ما شئت، حتى باتت كرنفالات المخالفات هي القاعدة، فاختفت الأرصفة وبات التعدي على حرم الشارع أمرًا عاديًا وظهرت الأبراج العشوائية والأدوار المخالفة والأسواق الغير مرخصة، وبدأ الزحف على الأراضي الزراعية فانهارت المرافق والبنية التحتية التي لم تكن مؤهلة لكل هذه التجاوزات.

سنوات طويلة من فساد المحليات الذي ضرب بجذوره في باطن الأرض وتحول إلى كابوس مرعب يأكل كل مقومات التنمية ويبتلع كل القوانين.. كل المخالفات في مصر مدفوعة الثمن مقدما وما زلنا نذكر المقولة الشهيرة للدكتور زكريا عزمي تحت قبة البرلمان «الفساد في المحليات للركب» ومع ذلك زاد الفساد ليصل إلى الحلقوم ويخنق حياتنا ومستقبلنا ويقضي على أحلام الأجيال القادمة في أن تحيا بعيدًا عن هذا اليم.

منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام الحكم، أعلن وفي أكثر من مناسبة أهمية هذا الملف الخطير نظرًا لما يمثله من تهديد للمال العام، مطالبًا بضرورة القضاء على فساد المحليات وتطهير الجهاز الإداري للدولة من العناصر الفاسدة، ويُحسب للرئيس أنه أول رئيس مصري يتصدر لهذا الملف بكل قوة وهو الحاكم الوحيد الذي لم يلقي الملف خلف ظهره ليحمله غيره في المستقبل، لكنه قرر اقتحام المشكلة ومواجهتها وحلها جزريا، وشنت الأجهزة الرقابية العديد من الحملات تحت شعار «لا أحد فوق المساءلة والحساب»، وتم القبض على عدد من كبار الموظفين بالدولة في قضايا فساد وتلقى رشاوي وإهدار للمال العام.

الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتردد في التأكيد على خطورة وأهمية المحليات في كل مناسبة، والتنبيه لأهمية تطبيق القانون من دون تفرقة، كما أنه أعطى دعمًا كبيرًا للمحافظين بخصوص هذا الملف الخطير لبتر الفساد من جذوره، وخاصًة في قضية مواجهة التعديات على أراضي الدولة، واشتراك القوات المسلحة في معاونة الأجهزة المحلية.

فساد المحليات معركة أصبحت أكثر إلحاحاً قصمت ظهور المصريين في كافة بقاع المحروسة وحولت حياتهم إلى جحيم، وسوف تكتمل معركة مواجهة فساد المحليات بمجالس شعبية محلية منتخبة تكون المعارضة والتعددية جزء منها لاستئصال هذا الورم الخبيث وإغلاق مغارة «على بابا» للأبد.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى