
أسرى محرَّرون يسلطون الضوء على معاناتهم وتجاربهم المؤلمة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
أسرى محررون من قطاع غزة يروون معاناتهم في السجون الإسرائيلية، مشيرين إلى ما تعرضوا له من شتى أشكال التعذيب والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية. تضمنت تلك التجارب القاسية العزل الانفرادي والتحقيق المطول لساعات، بالإضافة إلى الإهمال الطبي الممنهج.
في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، أطلقت الأخيرة سراح أكثر من 1700 أسير ممن يحملون أحكامًا طويلة، بينهم 250 حكم مؤبد. كما أُفرج عن عدد آخر بعد أحداث 7 أكتوبر. بالمقابل، أُطلق سراح جميع النساء المختطفات في غزة وعدد من الرجال، بدءًا بالمدنيين ثم الجنود والضباط، على امتداد سبع مراحل متتالية. كما أعيدت جثامين 12 رهينة قُتلوا خلال الحرب.
**تعذيب قاسٍ باستخدام المواد الحارقة**
محمد أبو طويلة، أحد الأسرى المحررين الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر، تحدث عن تعذيبه بطرق وحشية منذ لحظة اعتقاله غربي غزة وحتى إطلاق سراحه. وأشار إلى تعرضه للتحقيق والضرب المبرح في سجن سيدي تيمان، حيث اُستخدمت المواد الكيميائية الحارقة لتعذيبه. كان ذلك كافيًا ليسبب له إصابات دائمة، منها فقدانه الرؤية تمامًا في عينه اليسرى نتيجة سكْب هذه المواد عليها.
أبو طويلة وصف إهمال الأسرى طبيًا وتعمد تقليل كمية ونوعية الطعام المقدم لهم كجزء من سياسة العقاب المستمرة. ما زالت آثار الحروق تغطي جسده، وصرّح بأنه لا يصدق انتهاء معاناته بالرغم من الكوابيس المستمرة التي تطارده عن تلك التجربة القاسية.
باسم أبو ظاهر، أسير سابق قضى 17 عامًا في المعتقلات الإسرائيلية، وصف تجربته بأنها مليئة بالمعاناة الصحية. أضاف أن مشاكل الجهاز الهضمي التي أصابته كانت نتيجة سوء نوعية الطعام الذي يُقدم للأسرى. رغم مطالباته المتكررة بتوفير العلاج ونقله للمستشفى، لم يصله سوى مسكن بسيط مثل الأكامول، الأمر الذي يعكس سياسة الإهمال الطبي الممنهج.
أوضح أبو ظاهر أن معاناة الأسرى ازدادت بشكل ملحوظ بعد 7 أكتوبر، حيث أشار إلى ارتفاع وتيرة الضرب والتعذيب بمشاركة الأطباء أنفسهم. وأضاف بأن ظروف الاعتقال تُشبه “المسلخ”، حيث يتحول الأسرى مع مرور الوقت إلى هياكل عظمية وهم معرضون للموت في أي لحظة.
عبد الكريم مشتهى، وهو أيضًا من بين الأسرى المحررين، تحدث عن سياسات الإذلال التي كانت تُمارس بحقهم بشكل متعمد، خاصة تجاه سكان قطاع غزة. ذكر استخدام الجنود للكلاب المدربة لتعذيب الأسرى والاعتداء عليهم بالأسياخ الحديدية والعصي الغليظة وأعقاب الأسلحة.
وأشار مشتهى إلى حالات تحرش جنسي وإهانات متعمدة تعرّض لها الكثير من الأسرى. كما بيَّن بأن طعام الأسرى كان يُقدم للقطط أولًا قبل وصوله إلى المعتقلين كوسيلة إهانة متعمدة. وأكد أن الطعام كان قليل الكمية ورديء الجودة، مما تسبب في مشاكل صحية دائمة للكثيرين.
الأسرى المحررون أجمعوا على أن المعاملة داخل السجون الإسرائيلية كانت قاسية وممنهجة، تهدف إلى كسر النفس البشرية وإلغاء إنسانية المعتقلين مع حرمانهم من أدنى مقومات الحياة الكريمة.