نون والقلم

أسامة عبد المقصود يكتب: «القطاعي» يدخل السوق التربوي

تفاجئنا وزارة التعليم بين الحين والآخر بقرارات مثيرة حتى أصبحت بعض القرارات تحتاج لنخبة من الأطباء النفسيين للبحث في دوافع اتخاذها والنظر في معالجة أثارها وتصحيح مسارها.

فالقرار الأخير بتقديم دخول طلبة الصف الأول والثاني الابتدائي المدرسة مبكرا عن صفوف التعليم الأساسي بأحد عشر يوما أمر يلزمه تحليل وتحديد الهدف منه، مع أن هذا القرار يصيب أبناء هذه السن الصغيرة بخيبة أمل مع أول أيام الدراسة خاصة وأنهم يحزمون حقائبهم وينطلقون للمدرسة في الوقت الذي يتركون أشقائهم الأكبر منهم سنا يتمتعون بالإجازة حسب رؤيتهم ونظرتهم للأمور.

أخبار ذات صلة

ويعتبر هذا القرار ضمن سلسلة من القرارات العشوائية التي بدأت بفكرة لم تتم دراستها ولم ترتق لمرحلة المشروع القومي بتحويل التعليم إلى الكتروني وبمناهج متقدمة تتماشى مع سوق العمل والتقدم الذي يشهده العالم، وفشل مشروع التابلت فشل كبير بعد أن خرجنا لنقول أن العالم يشيد بالتجربة وأننا نجحنا نجاح مدوي والمشكلة أن هذا النجاح جاء قبل تنفيذ التجربة، أي النتيجة بانت قبل الامتحان.

في اعتقادي أن هذه القرارات تحمل وجهين إما أنها عشوائية وغير مدروسة وتأتي ضمن سلسلة إخفاقات حدثت على مدار العام الدراسي المنصرم وكأن الوزارة تتعامل مع المجتمع بنظام القطعة بدون وضع خطة إستراتيجية، والأمر الآخر أن تكون القرارات صادرة بمنهجية تدمير الأجيال وبث روح اليأس وعدم الانتماء والولاء في نفوس الأجيال القادمة وتكريس نظرية تهميش التعليم بأسلوب التوهان المقصود للطلبة وأولياء الأمور حتى هيئة التدريس لم تؤهل ولا تتماشى مع المتغيرات السريعة الغير واقعية بالمرة، وللأسف أن الحالتين تصلا بأبنائنا لنفس النتيجة قتل طموحاتهم وبث روح اليأس وضياع أحلامهم.

كما أن تقديم الدراسة لهذه الفئة لم يجدي نفعا أو يجعلهم من النوابغ بقدر الشعور بالقهر لأن المدارس لم تستقبلهم بالورود أو بالحلوى أو بأي مظهر من مظاهر الارتباط الإيجابي بين تلاميذ هذه المرحلة والمبنى الجاف عديم الروح والخالي من فن التعامل مع الطلبة في بدايات العام الدراسي، فهذا القرار غريب جدا ومهما حاولنا أن نجد مبرر له لا نصل لعبقرية الوزارة ولا حتى ترجمة خطتها الإستراتيجية.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى