نون والقلم

أزمة اللجوء والنزوح

في تقرير حديث للأمم المتحدة أن الحروب والنزاعات حول العالم أدت إلى لجوء ونزوح 60 مليون إنسان نصفهم من الأطفال ، وأن هذا العدد ارتفع بمقدار ثمانية ملايين لاجئ في سنة 2014 وحدها.
هذا العدد من اللاجئين هو الأعلى في تاريخ العالم ، ومع ذلك فإن العالم لا يعير الموضوع اهتماماً كافياً كأزمة عالمية.
يذهب معظم اللاجئين إلى بلدان فقيرة لقربها من منطقة الحروب والقلاقل ، ومن بين الدول التي يتم اللجوء إليها بكثافة الأردن ولبنان وتركيا والسودان والصومال والحبشة التي تستقبل الملايين ولا تستطيع أن تتحمل التبعات الاقتصادية والاجتماعية.
يذكر أن 38 مليون من هؤلاء نزحوا ضمن بلادهم بالهروب من المناطق الساخنة إلى مناطق أكثر أمناً بانتظار فرصة اللجوء إلى خارج بلادهم.
يبلغ عدد سكان أوروبا الغربية حوالي 500 مليون نسمة ويتلقون 100 ألف لاجئ ، أي بمعدل لاجئ واحد لكل خمسة آلاف مواطن أوروبي ، في حين يبلغ المعدل في الاردن ولبنان لاجئ واحد مقابل كل أربعة من السكان الأصليين.
تنظر الدول الغنية إلى مشكلة اللجوء والنزوح على أنها قضايا محلية متفرقة هنا وهناك وليست قضية عالمية يجب أن يتحمل الجميع عبئها حسب قدراتهم.
تكمن مصلحة الدول الغنية في إبقاء اللاجئين والنازحين في أماكنهم الحالية على أن نقدم لهم المأوى والمدرسة والخدمة الطبية ، ولكنها مقصرة حتى في هذا المجال.
في مؤتمر للدول المانحة طالبت الأمم المتحدة بمبلغ 5ر8 مليار دولار لتقديم الطعام والخدمات الأساسية لحوالي 12 مليون نازح سوري داخل سوريا أو لاجئ في الدول المحيطة كالأردن ولبنان وتركيا.
ويقول التقرير إن أميركا وبريطانيا قدما معاً 40% من المبلغ المطلوب ولكن السعودية لم تقدم سوى نصف الواحد بالمائة وأن روسيا قدمت ُعشر الواحد بالمائة ولم تقدم الصين شيئاً.
لا يوجد حل ناجز لمشكلة اللاجئين في العالم ، ولكن هذا ليس عذراً لعدم القيام بجزء من واجب الدول الغنية والمستقرة ، وإلا فلماذا يقولون أن العالم أصبح قرية واحدة.
الأردن يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري ويتلقى دعماً خارجياً يعادل ثلث الكلفة المادية ، وحتى هذا الدعم لن يستمر إلى ما لا نهاية ، فالحماس سرعان ما يبرد بمرور الزمن.

نقلا عن صحيفة الرأي الأردنية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى