أبو بكر الديب يكتب: العالم يرفع القبعة لدولة قطر
خلال الأيام الماضية كانت أنظار العالم تتطلع إلى قطر، انتظارا لميلاد اتفاق بين حماس والمقاومة الفلسطينية وبين إسرائيل، ليتوقف عد أيام الكابوس الذي حل علي قطاع غزة 467 يوما، حتي أعلن بالأمس رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن نجاح جهود الوساطة المشتركة بشأن اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل.
ولم يكن هذا الاتفاق هو الأول من نوعه فقد اثبتت قطر ودبوماسيتها إنها واحة للاستقرار في العالم وعنوان رئيسي لتحقيق السلام في كل ربوع العالم وعلى أرضها حلت الكثير من المشكلات التي تؤرق العالم مابين أفغانستان حيث أقيمت في الدوحة محادثات سلام بين حركة «طالبان» والحكومة الأفغانية عام 2013.
ثم في عامي 2015 و2016، وبين طالبان وأمريكا، وأفريقيا وغيرها، لتظل الدوحة واحة أمان، ومقصد الساعين نحو جعل هذا العالم أكثر أمنا واستقرارا، فعلى أرض قطر تم بحث أخطر القضايا التي تهدد منطقة الشرق الأوسط، والعالم.
وشهدت قطر محادثات بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق كيري، وهي من أهم المحادثات المتعلقة بمستقبل علاقة التعاون والمجتمع الدولي مع إيران.
وكذلك تعقب الإرهاب وتجفيف منابعه، وتولت قطر دور الوساطة في نزاعات وقضايا هامة، كان أبرزها الوساطة بين الفصائل اللبنانية في عام 2008، والتوصل لاتفاق الدوحة الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرا.
وتعتمد إستراتيجية قطر في فض النزاعات على عدة عناصر، أهمها الوساطة لتسهيل الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة، والبحث عن حلول شاملة ومستدامة، واستخدام شبكة دبلوماسية واسعة ومتميزةولديها خبرة كبيرة.
وتحولت الدوحة إلى واحدة من أهم الفاعلين على الساحتين الدولية والإقليمية في استعمال الدبلوماسية والوساطة والمساعي الحميدة كأداة فاعلة في تسوية العديد من الأزمات الدولية.
وفي القارة الأفريقية، كان الدور القطري متميزا في النزاع في دارفور بـ السودان، والنزاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، إضافة إلى نجاح الدوحة في إبرام اتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا لتسوية النزاع الحدودي القائم بينهما، وذلك في مارس 2011.
كما رأينا في السابق الاتفاق الأمريكي الإيراني الذي قضى بتبادل سجناء من البلدين والإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال طهران المجمدة في كوريا لأغراض إنسانية.
وفي عام 2015، تمكنت قطر من لعب دور وساطة ناجحة بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا، كما نجحت المساعي القطرية في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا ضمن وساطة بين الطرفين ونجحت قطر في الوساطة في أكثر من أزمة بدول مختلفة مثل لبنان وليبيا واليمن والسودان وتشاد، وتمكنت من إيجاد مخرج لأزمات عديدة بفضل دبلوماسيتها الرائدة.
إن الاجتماعات الأخيرة التي احتضنتها قطر، وتوالي الوفود من كل الدول الفاعلة اليها يؤكد بصورة واضحة على أن القرار السياسي الدولي لا يمكن اختزاله في البلدان العظمي، فالدور الذي تلعبه دولة قطر أصبح مهما للغاية، ويستهدف تجنيب هذا العالم المزيد من الكوارث التي تعود به للوراء.
وبرز الدور القطري بشكل كبير خلال السنوات الماضية كلاعب مهم في الدبلوماسية الإنسانية ولم يقتصر ذلك علي الدول العربية فقط، بل امتد إلى قارتي أفريقيا وآسيا، حيث نجحت قطر في عام 2021 في التوسط لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين جمهوريتي الصومال وكينيا بهدف تحقيق السلم والاستقرار الدوليين.
وقامت قطر بجهود الوساطة في الصومال لحل الخلافات السياسية المتعلقة بالانتخابات، وذلك عبر الحوار والتوافق الشامل بين الأطراف الصومالية.
وتتمتع الدوحة بالحياد الايجابي بين الأطراف المتنازعة كما أنها لا تملك أي أجندة تعمل على تحقيقها من خلال هذه الوساطات، فهدفها الاول والأخير هو تحقيق السلام والأمن.. ولعبت شخصية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دورا كبيرا في نجاح هذه الجهود والتي اشاد بها زعماء العالم حيث برزت في السنوات الأخيرة ما يعرف بمصطلح دبلوماسية الأمير من خلال علاقات الأمير المتميزة مع قادة العالم شرقه وغربه دوما تحيز لأحد علي حساب أحد وانما يده ممدوده للجميع داعيا لتحقيق الأمن والأستقرا والسلام لكي تنعم الشعوب الحياة الكريمة.