أبو بكر الديب: كبار منتجو النفط يعيدون التوازن للسوق رغم غضب البيت الأبيض
قال أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي وخبير أسواق الطاقة إن قرار السعودية و7 دول من أوبك+ بخفض إضافي في إنتاج النفط يعيد التوازن لسوق النفط وتتصرف باستقلالية ومسؤولية كبيرة.
وأضاف أبو بكر الديب أن إعلان المملكة العربية السعودية وعدة دول في تحالف أوبك+ خفضا طوعيا إضافيا في إنتاج النفط – يصل إلى 1.649 مليون برميل يوميا- بدءا من شهر مايو المقبل حتى نهاية عام 2023 يحمي الأسعار من الانهيار، حيث ستقوم المملكة بخفض طوعي في إنتاجها من النفط مقداره 500 ألف برميل يوميا بالتنسيق مع عدد من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء أوبك+.
وتوقع الديب أن يدعم هذا الإجراء استقرار أسواق النفط، وهو يضاف إلى تخفيض الإنتاج الذي اتفقت عليه دول التحالف في الاجتماع الوزاري الـ33 الذي عُقد في 5 أكتوبر 2022.
وأشار أبو بكر الديب إلى أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أعلن اليوم الأحد، أن بلاده ستمدد خفض إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام وبذلك تكون روسيا قد مددت خفض الإنتاج مرتين منذ فبراير الماضي.
قرارات خفض أسعار النفط إجراءات احترازية لمواجهة التحديات السوق العالمية
وأكد أن قازاخستان ينخفض إنتاجها خفضا طوعيا قدره 78 ألف برميل يوميًا من مايو حتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع الدول الأخرى المشاركة في إعلان التعاون بحسب بيان صحفي نشرته الحكومة.
فيما قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي إن بلاده ستخفض بشكل طوعي إنتاجها من النفط بمقدار 144 ألف برميل يوميا بدءا من شهر مايو المقبل حتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+.
كما أعلن وزير النفط الكويتي بدر الملا أن بلاده ستنفذ خفضا طوعيا بمقدار 128 ألف برميل يوميًا، بدءا من شهر مايو المقبل حتى نهاية عام 2023 كما أعلنت سلطنة عمان أنها ستقوم بخفض طوعي مقداره 40 ألف برميل يوميا من النفط وقرر العراق خفض إنتاجه من النفط بشكل طوعي بنحو 211 ألف برميل يوميًا، بدءًا من مايو حتى نهاية 2023 ، وتقوم الجزائر بخفض طوعي مقداره 48 ألف برميل يوميا.
وقال الخبير الاقتصادي، أن هذه القرارات تهدف إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة التحديات التي تواجه السوق النفطية العالمية، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب واستقرار السوق وهو إجراء احترازي يتم بالإضافة إلى خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ33 لأوبك+ في 5 أكتوبر 2022.
وذكر «الديب» أن هذه التخفيضات جاءت بعد الراجع الحاد في أسعار الخام خلال الأشهر الماضية متوقعا أن تستمر أسعار النفط في التعافي تدريجيا لكنها لا تزال بعيدة عن مستويات ما قبل أزمة البنوك.
وقال إنه بالتأكيد لن يعجب هذا القرار البيت الأبيض الذي يخشى من ارتفاع الأسعار وعودة مؤشر التضخم الارتفاع في أمريكا حيث أعلن البيت الأبيض إنه لا ينصح بتخفيضات «أوبك بلس» في الوقت الراهن بسبب الغموض الاقتصادي.
5 عوامل سبب ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوى
وقال الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي وخبير الطاقة، ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات أعلى من 120 دولار للبرميل قبيل انتهاء العام الجاري 2023، وذلك بسبب 5 عوامل هي ارتفاع واردات الصين من النفط إلى مستوى قياسي في 2023، وزيادة الطلب من الهند أيضا والتي تمثل ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وشح الإمدادات أو نقص المعروض، وارتفاع الطلب على إنتاج الكهرباء في العالم وتراجع قوة الدولار في النصف الثاني من العام مع نجاح الاحتياطي الفيدرالي الامريكي في كبح جماح التضخم ولو قليلا، وغياب الحل التفاوضي للأزمة الروسية الأوكرانية وتدفق الأسلحة الغربية علي كييف ما يشير إلى تصاعد الصراع وسخونته وربما انضمام أطراف أخري له .
وأشار الديب إلى أن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، جعل خام برنت يقفز إلى مستويات 130 دولارا للبرميل في شهر مارس من العام الماضي، قبل أن تعود الأسعار مرة أخري بنهاية عام 2022 لتدور حول 80 دولارا للبرميل.
توقعات رفع الطلب العالمي على النفط ستقود الأسعار إلى الصعود
وأوضح أن توقعات رفع الطلب العالمي على النفط بنحو 2.2 مليون برميل يومياً في 2023 إلى 101.77 مليون برميل، مع تخفيف سياسة صفر- كوفيد في الصين سيعمل على صعود الأسعار، ومن المتوقع أيضا أن تسود حالة من الشح بأسواق النفط خلال السنوات المقبلة، بسبب نقص الاستثمار في مشروعات النفط الجديدة، والانضباط الرأسمالي لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، وبالتأكيد تؤثر الأوضاع الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية والنمو الاقتصادي العالمي، ومستويات اقتراب الاقتصاد العالمي من حالة الركود على الطلب على النفط.
نون – القاهرة
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية