نون لايت

آية عبد الحميد تكتب: لا سجن للغارمات بعد اليوم

اعتدنا جميعاً علي أن يأتي شهر رمضان الكريم كل عام بالعديد من الحملات الإعلانية علي شاشات التلفاز، إما تتويجاً لسلعة مُعينة، أو جمع تبرعات لمؤسسات خيرية أو مستشفيات تحت الإنشاء ويحتاجون المال لاستكمال، أو لزيادة التطوير في إمكانيات بعض المنشئات مُكتملة البناء، وما شبه ذلك.

أخبار ذات صلة

واستوقفني احد تلك الإعلانات بضعة دقائق، وكان الإعلان مُختص بجمع التبرعات لفك دين الغارمات، ومن هُنا وردت في ذهني بعض الأسئلة، لماذا يوجد سجن للغارمات؟، لماذا لا يوجد حلاً لهذا الآمر؟، لماذا لا يُستبدل ذلك السجن اللعين بشيءٍ يفعلونه لكسب المال ورده لأصحابه؟، فماذا يستفيد صاحب الحق بسجن الغارم أو الغارمة مادامت أمواله لم تعود إليه؟ وماذا تستفيد البلد بسجنهن وهن غير مجرمين ولا يُمثلوا أي خطرٍ علي من حولهم؟.

مما لا شك فيه أن المرأة هي عمود وأساس البيت، فالكثير من النساء يقوموا بدور الأب والأم في تولي المسؤولية، ويصبح الحِمل أكثر عبئاً عندما يتعلق هذا بعملية جمع المال من أجل المعيشة، تخيلوا معي الكم الهائل من البيوت التي يحل عليها الخراب ويختل توازنها ويحزن ويتحصر من فيها لهذا الآمر، فالأبناء تشرد، والبيت يختل توازنه، ولا يبقي فيه سوي الحزن والألم، وكل ذلك بسبب اقتراض بعض المال وعدم القدرة في رده، وتتوالي الحسرات إذا كان المبلغ الذي تم اقتراضه بسيط، فالكثير من الأمهات تتداين من أجل توفير حياة كريمة لأبنائهن، وتجهيز وإعداد بناتهن للزواج، وهذا لسوء مستوي المعيشة والغلاء الفاحش، والذي يجعل الكثير من معدومين الضمير الذين يُقرضوهن المال، يستغلون فقرهن وحاجتهن له، فيجعلوا منها تجارة لكسب هذا المال أضعافاً مُضعفة.

يمكننا من خلال فكرة بسيطة، أن نزن المُعادلة المُعقدة الغير موزونة، وهي أن توفر لهم حكومتنا المُوقرة، بعض المصانع، أو المزارع، أو الورش، ما شبه ذلك، خاصة لهم، لكي يعملوا فيها لعدد مُعين من الشهور أو السنين، بمقابل مادي بسيط، يُمكنهن من سداد ديونهن.

ومن هذه النقطة تستطيع أن تخرج جميع الأطراف بمكسب عظيم، حيث يزداد مُعدل الإنتاج في بلدنا الغالي مصر، ومن ناحية آخري سيُرد لصاحب المال حقه، ولن تفقد البيوت عمودها وسعادتها، ولن تُخرب لسببٍ كهذا بعد اليوم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى