نعيم حرب السومري يكتب: التحقيق في الموروث الشيعي من زاوية معتدلة ووسطية
هل ما موجود في الفكر الإسلامي بصورة عامة والفكر الشيعي بصورة خاصة من عقائد وفكر وتاريخ مبني على الدقة الفائقة التي لا تقبل النقد والتحليل والتحقيق؟
إذا كان الجواب بنعم وهذا يصدر فقط من الشيرازية القصاصة ومن له عقل سقيم لا يفقه شيء من أصول الحياة وتشعباتها وأثرها. فنحن نعيش في زمن الحاضر ونرى الأشياء من أفكار ومعلومات وأحداث وهي تزور وتحرف حتى لو كانت قريبة علينا زمانيًا ومكانيًا فكيف بأحداث مضت عليها آلاف بل ملايين السنين.
وهناك عصر الزيف والتحريف الذي وقع على الموروث الشيعي من قبل الغلاة والحاقدين على أهل البيت –عليهم السلام- ومن المستأكلين باسم الدين ومن الذين أرادوا ويريدون تحريف الدين الإسلامي وجعله على مزاجهم السقيم ونفوسهم المريضة السقيمة.
لذلك إنبرى سماحة المحقق المهندس الصرخي الحسني ليقلب أوراق كتب التاريخ ليخرج لنا الجيد من السقيم والصحيح من المدسوس عبر تحقيق رائع ومعتبر معتمدًا على الأدلة التفصيلية التي توافق العقل والشرع، وقد بدئها من المختار الثقفي وما وافقه من أحداث ومواقفه من الإمام الحسن –عليه السلام- وموقفه من ثورة الإمام الحسين –عليه السلام- مرورًا بالمحسن ابن أمير المؤمنين ونفي وجود ابن لأمير المؤمنين –عليه السلام- ولد بهذا الاسم مستندًا إلى أهم المصادر الشيعية المعتبرة من أمثال الشيخ الطوسي والعلامة الحلي والطبرسي وغيرهم من علماء دين لهم باع في المعرفة والتحقيق.
وكذلك نفي القبر المزعوم للإمام–سلام الله عليه- في النجف. بعد ثبت أنه أوصى ولديه الحسن والحسين -عليمها السلام- باخفاء قبره واعفاءه. ووصولًا إلى زيارة الأربعين التي لم تثبت لدى الكثير من العلماء ومنهم الطوسي والمفيد والكفعمي. وأشار إلى ذلك بقوله (ـ اِتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ عَلَى اِسْتِبْعَادِ وَنَفْيِ زِيَارَةِ الأَرْبَعِين. وَمَسِيرِ العِيَالِ وَزَيْنَب وَالسَّجَّاد(عَلَيْهِم السَّلام) إِلَى كَرْبَلَاء!!
وَتَأْكِيدِهِم عَلَى رُجُوعِ أَهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلام). مِن الشَّام إِلَى المَدِينَة!!
بـ ـ قَـد ذَكَـرَ(القُمِّيُّ) المُفِيدَ وَالطُّوسِيَّ وَالكَفْعَمِيَّ وَابْنَ طَاوُوس وَابْنَ الأَثِير وَالطَّبَرِيَّ وَالقَرمَانِيَّ وَآخَرِينَ. وَاِتِّفَاقَهُم عَلَى اِنْكَارِ وَنَفْيِ المَسِيرِ وَزِيَارَةِ الأرْبَعِين!!
جـ ـ كَذَلِكَ أشَارَ لِلْجِهَاتِ الـلَّائِقَـة وَالثِّقَاتِ وَالمُعْتَمَدِينَ وَالأَجِـلّاء، مَعَ أهْلِ الحَدِيثِ وَالسِّيَرِ وَالتَّارِيخِ، وَالاتِّفَاقِ عَلَى رَفْضِ وَنَفْـيِ الأرْبَعِين وَالمَسِير!!
د ـ قَالَ(القُمِّيُّ): {غَيْرُ خَافٍ أَنَّ ثِقَاتِ المُحَدِّثِينَ وَالمُؤَرِّخِينَ مُتَّفِقُونَ….وَبِمُلَاحَظَةِ كُلِّ هَذِهِ الأمُور، يُسْتَبْعَدُ كَثِيرًا [أَن يَعُودَ أَهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إِلَى كَرْبَلَاء فَيَصِلُوا إلَيْهَا فِي اليَوْمِ العِشْرِينَ مِن صَفَر، الَّذِي يُوَافِقُ اليَوْمَ الأَرْبَعِين]…وَقَـد اِعْتَبَرَ السَّيِّدُ(ابْنُ طَاوُوس) هَذَا الأمْرَ مُسْتَبْعَدًا. وَعَلَاوَةً عَلَى أَنَّ أَحَدًا مِن أَجِلَّاء فَـنِّ الحَدِيثِ وَالمُعْتَمَدِين مِن أَهْلِ السِّيَرِ وَالتَّوَارِيخِ فِي المَقَاتِلِ وَغَيْرِهَا. لَـم يُشِـرْ إلَى هَذَا الأَمْرِ، مَعَ أنَّ جِهَاتٍ لَائِـقَـةً أُخْرَى أَتَت عَلَى ذِكْـرِهِ، يُلَاحَظُ مِن سِيَاقِ كَلَامِهِم إنْكَارُهُم لَـهُ….وَلَيْسَ فِي كَلَامِ أَيٍّ مِنْهُم ذِكْـرٌ لِلْسَّفَرِ إِلَى العِرَاق}[مُنْتَهَى الآمَال(621)لعَبّاس القُمِّي])).