نون والقلم

محمد خليفة يكتب: من عليَّ جَبل «طَارق» السحآبة السوداء تَضرِب لِجَان امتحانات «التابلت»

سيظل تلاميذ الصف الأول الثانوي العام حقل تجارب معامل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم للتحاليل والسحابة الإلكترونية، والوزير بصفته خبيراً معملياً فذاً حدد يوم 19 من مايو الجاري، امتحانات نهاية العام للطلاب المنكوبين بنظام «التابلت»المعروف بالسيستم الواقع.

واليوم الأحد الموافق 12مايو الجاري  نزل طارق من جبلِه ليطل علي الناس الغلابة وهو يحمل سحابته الإلكترونية الجديدة ليٌجرّبها علي التلاميذ في امتحان تجريبي كسابقِه في حالة وقوع النظام «الإنترنتي» أثناء تأدية الطلاب لامتحاناتهم، وعلي الجميع الوقوف علي منابر المساجد وساحات الكنائس متضرعين إلي الله أن ينفخ في جبل طارق نفخةً تدٌكّهَ دكاً حتى لا يصعد عليه مرة أخري، وينزل للتلاميذ بصفته أبّاً لا وزيراً .

الغريب أنّ معامل طارق للسحابة الإلكترونية دخلت تجربتها الأولي قبل أسبوع واحد من امتحانات نهاية العام، فمن السحابة السوداء التي تغطي سماء مصر بالسواد والغيوم المحملة بالسموم بسبب حرق قش الأرز كل عام، إلي سحابة طارق الإلكترونية.. تري هل هناك فرق بين السحابتين؟ نحن نعرف أنّ السحابة السوداء  تقتل الإنسان وتسبب له الأمراض الرئوية والسرطانية نتيجة دخانها الملوّث، أمّا السحابة الطارقية الإلكترونية التي سيجرّبها اليوم علي تلاميذ الصف الأول الثانوي فهي سحابة طارقية للقضاء علي مستقبل أولادنا الذين هم في ريعان الزهور، والسؤال الذي أطرحه علي الوزير الجبلي الهٌمام: ألم يكن من المفروض تجربة كل الوسائل السحابية أو الضبابية أو حتى الممطرة علي طلابنا في أول العام الدراسي أو في أجازة منتصف العام؟ وهل الوقت التجريبي الذي أختارهٌ الوزير«الطارق»  مناسب للحالة النفسية والإستعدادية للطلاب؟ ألا يعرف الوزير ألف باء في علم النفس  أو الطب  النفسي؟ ألم يخبره أحد شمامين «الجٌلة » عن خطورة تجاربه المعملية في توقيت غير مناسب يجعل من الطلاب وأولياء الأمور يعيشون حالة من الكرب والقلق علي مستقبل أولادهم.

يا عمنا وزير الجبال الشاهقة: ماذا ستفعل حال فشل السحابة الطارقية في امتحان اليوم التجريبي؟ هل ستستعين بالسحابة السوداء بديلاً عن سحابتك في نهاية الموسم الدراسي الحالي؟ ندعو الله أن يوفق الوزير في تجربته الثانية من خلال معامِله التي أصبحت تضاهي معامل تحاليل البول والبراز والدم والتي تنتشر إعلاناتها علي شاشات الفضائيات في شهر رمضان المبارك، كما نأمل ألاّ تصل روائح هذه التحاليل المعملية التجريبية إلي أنوفنا ونحن صائمون .

أمّا مصيبة الوزير الكبرى فقد لمست مستقبل أبناء المصريين العاملين في الخارج ،فالوزير قرر مسبقاً إلغاء امتحانات السيستم الواقع بنظام التابلت علي طلاب الصف الأول الثانوي، كما أمر الوزير أولياء الأمور في الخارج بإنزال الأبناء إلي مصر لتأدية امتحان نهاية العام وإلاّ فالوَيلٌ لهم والرسوب، يا سيدي وتاج رؤوسنا  الوزير الأب: المصريون في الخارج سددوا ما عليهم من التزامات إقامة وضرائب  تجاه البلد المضيف لهم من عملات صعبة، ومن الصعب نزول الأبناء إلي مصر، نريد أن نعرف لماذا تراجعت يا صاحب المعالي  الوزير عن  كلامك وقرارك؟ أولياء الأمور في الخارج يعرفون إنّك  أصبحت غير قادر علي مواجهتهم سواء بالسفر إليهم لمناقشة هموم أبناءهم، أو حتى عن طريق ما يسمي «الفيديو كومفرنس»  Video Conferencing  يا عمنا الوزير الأب والإنسان اتقِ الله في أولادك وبناتك فمنهم اليتيم ومنهم الذي أصبح ضحية سحابتك السوداء !! يا عمنا طارق باشا أو بيه أو أفندي «بص بصة» أب علي أولادك قبل نهاية العام الدراسي الذي سيحل علينا خلال الأسبوع القادم .

قدّم لنفسك عملاً صالحاً وأنت في شهر رمضان المبارك، وعلي رأي الأمثال والحكم « من قدم شيء بيداه التقاه، ويا بختك يا فاعل الخير والثواب، ومن قدم السبت  يلقي الحَد قدامه، ومن قرّ بذنبٌه غَفَرَ الله لهٌ، ومن خَفِّ عقلٌه تعبت رِجْلِيه، ومن قِلة البخت عملوا الأعور قَيِّده» يعني المثل الأخير أنّه من سوء الحظ أن جعلوا البعير الأعور في أول الجِمال ،يقودهم ،ويٌضرَب في إسناد الأمور لغير الأكْفّاء، كما يشير المثل أنّ البعير هنا في أول القطار !! وأختم بهذا المثلٌ الأخير لعل الوزير يقرأ ويتعظ يقول المثَل «من قلة الحِنيّة بتنا علي جفا ، وخدنا من بيت العدو حبيب » أي بسبب ما رأيناه منكم أيها الأحباب من قلة العطف والحنان،صرنا معكم علي جفاء واضررنا أن نتخذ حبيباً من دار عدونا ..محلوظة هذه الحكم والأمثال لا يقصد بها أي مسؤول في وزارة التربية والتعليم بل هي لمجرد التذّكرة والموعظة الحسنة ..مش كدا ولاّ أيه يا صاحب الجبال العاتية !!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى