اخترنا لكنون والقلم

 محمد خليفة يكتب: عٌمر القاضي.. والنبي قولو لأمي إبنك مات راجل

 بدماء الشهداء ودموع العين لم أستطع تمالك نفسي وأنا أكتب هذه السطور عقب سماعي بأبشع خبر جاء لي في صبيحة أول عيد الفطر منذ إلتحاقي بالعمل الصحفي وأنا رجل بِتٌ علي أعتاب العقد السابع من عمري، فالجريمة التي رآح ضحيتها خيرة رجالات مصر صباح أول آيام عيد الفطر المبارك وهم يقفون في كمين العريش هي جريمة  شنعاء إرتكبها كٌفّار قريش الجدد الذين لا دين لهم علي الإطلاق، تجردوا من الرحمة التي خلقها الله في الحيوانات، فأصبحوا مخلوقات شيطانية نبتت في صحراء الظلم وترعرعت بفضل إبليس اللعين.

وأنا أكتب ويدي ترتعش بعد أن سمعت آخر كلمات الشهيد الملازم أول عٌمر القاضي وهي تخرج من فمهِ: « والنبي قولو لأمي إبنك مات راجل».وكان أخر ما لفظ به علي جهاز اللاسلكي:«يا جدعان أنا اتصبت بـ ٣ طلقات إصابات بالغة والكمين كله إستشهد ومش هتلحقوني أنا حاسس إني هموت»..و متنسونيش يا جدعان و ادعولي ادعوا ربنا يسامحني اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله».

أخبار ذات صلة
الشهيد عمر القاضى

سألتٌ نفسي: من أي طين خٌلِقَ هؤلاء الكَفرة؟ هل خٌلِقوا من « حمإِ مسنون» أي طيناً مٌتغيراً،أم خلِقوا من نارِ مشتعلة تحرق الأخضر واليابس ،فلم أجد إجابة حتي الآن علي سؤالي !! فهل من مجيب؟

الجرائم التي ترتكبها كتائب إخوان الشياطين المأجورة ،لم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة حال عدم إستخدام الرحمة في مناطق الصراع داخل سيناء بذريعة وجود مدنيين يسكنون الجبال ويرعون الأغنام بحكم طبيعة البيئة السيناوية ،وسبق وقلت منذ عدة سنوات في نداء للرئيس عبد الفتاح السيسي ،إضرب بعصَاكَ ودمّر كل أراضي سيناء بعد إخلاء المدنين منها،  بعدها أعد الحال إلي ماكانت عليه سيناء من قبل ،فوجئت بهجوم حاد من البعض علي شخصي وقتها، وسخر من سخر من كلاماتي ، واليوم أكررها للقيادة السياسية الوطنية ،إضرب ولا تأخذك بهم رحمة أو شفقة ،فالقضاء علي الإرهاب ليس بالأمر الهيّن أو السهل في ظل الظروف القاسية التي تشهدها دول الجوار ،فهناك إرهابيون تسللوا ودخلوا البلاد من ليبيا والسودان ،وأصبحوا يشكلون تهديداً علي الأمن القومي للبلاد، فهل سنظل في حالة خوف علي المدنيين هنا علي أرض الفيروز؟! إنقلهم ياريّس إلي أماكن آمنة بعيدة عن بؤر الصراع ،هذا حلٌ بسيط للغاية ،فهناك رجال أعمال كبار في سيناء ،أطلب منهم رعاية هؤلاء علي نفقتهم ،فقد أعطت مصر هؤلاء الكثير من الخيرات ، وآن الآوان لرد الجميل .

سيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي ، إضرب بِعصاكَ..أضرب بعصاكَ ..أضرب بِعصاكَ الوقت ليس في صالحنا فقد إقتربت بطولة الأٌمم الأفريقية التي تستضيفها مصر ،فهل نترك هؤلاء دون عقاب رادع ليس له راجع ؟

الكرة في ملعب رجال القوات المسلحة الأبرار الذين يضحون بأرواحهم في سبيل حماية الوطن  ،كما هي في ملعب وزارة الداخلية برجالها الشرفاء، فهل تجد الكرة من يسددها في مرمي العدو ؟ أم نتركها تضيع من بين أقدامنا وفريق المهاجمين كله أمام المرمي الخالي من الحراسة !!

فالشهيد عمٌر القاضي لن يكون آخر الشهداء ،والأمر يحتاج قرار حاسم وصعب في توقيت حرج.

أعرف أنني قسوت عليكم بسطور كلماتي ، ولكن هذه ليست قسوة بقدر ما هي خوف علي الوطن ، وحب للقيادة السياسية التي أنقذت البلاد من خطر إخوان الشياطين ..«آه يا وجع قلبي ربنا يرحمكم يا أولادي ويصبّر أهلكم ».

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

أخبار ذات صلة

Back to top button