نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: البابا تواضروس.. رجل من مصر

من نعم الله على مصر أنه يهبها شخصيات تكون دائما رمانة الميزان في هذا الوطن.. شخصيات سخرها الله لخدمة مصر بل والعالم كله.

هذه الشخصيات تجدها تحظى بحب واحترام الجميع لا يختلف عنها أحد إلا نادرا أو مغرض ومن هذه الشخصيات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبطريرك الكرازة المرقسية هذه الشخصية التي ساقها القدر ان تعيش أصعب سنوات شهدتها مصر بعدما خلف البابا شنودة الثالث الرجل الذي ملأ حبه قلوب المصريين جميعا مسلمين قبل المسيحيين وبالتالي وضع الرجل في مأزق كبير بأن الناس ستقارن بينه وبين البابا الراحل.

ففي هذه الأيام تحتفل الكنيسة المصرية بمرور 10 سنوات على جلوس البابا تواضروس وكلنا يتذكر الظروف التي مرت بها ن مصر في عامي 2012 و2013 وهما أصعب أيام في تاريخ مصر الحديث وهي السنة التي حكم مصر تنظيم إرهابي أو بالمعنى الأدق عصابة إرهابية دولية.

فهذه العصابة أرادت أن تلعب بورقة الأقباط لابتزاز الشعب المصري ومؤسسات الدولة وأراد ت أن تستخدمهم ورقة ضغط في المفاوضات مع الغرب للحصول على دعم مقابل عدم التعرض لهم.. ونجحت هذه العصابة في ابتزاز دولة بحجم الولايات المتحدة ودول أوروبية حذت حذو واشنطن.

والمصريون لا ينسون وقفة البابا تواضروس بجانب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في محاولة لتهدئة الأمور المشتعلة وأرادا ان يقوما بدور الوساطة بين أغلب القوى السياسية المصرية وبين العصابة الإخوانية وتعددت زياراتهم سواء للرئيس مرسى أو قيادات العصابة. إلا أن الكبر والغرور والعناد والدعم الأمريكي التركي القطري لهم زادهم صلفا وعنادا ورفضوا كل محاولات الوساطة لانتزاع فتيل الأزمة ووقتها انحاز البابا تواضروس إلى قرار الشعب والذي ظهر جليا في خروج الملايين مسلمين وأقباطا في جميع بقاع مصر القرى قبل المدن يهتفون» يسقط يسقط حكم المرشد «

وأعلن دعمه لبيان 3 يوليو2013 الذي أنهي حقبة سوداء في تاريخ مصر الحديث وسط تأييد شعبي جارف، ولأن العصابة الإخوانية ليس لها أمان قامت مجاميعها بحرق وتخريب الكنائس في مدن مصر وسط حالة من الهلع والخوف ليس من الأقباط فقط. ولكن من المصريين فقد ظهروا على حقيقتهم الدموية وأن حديثهم عن الوحدة الوطنية ما هو إلا خدع يتقنون فعلها.

وتحمل البابا تواضروس هذه الأيام الصعبة ولم يتردد في الانحياز إلى المصريين مهما كان الثمن من أعمال إرهابية خسيسة ودنيئة ضد الكنائس.. وراح ضحيتها شهداء من اشقائنا في الوطن.

وضرب البابا تواضروس مثالا على قوى العزيمة والإرادة وقوة التحمل واستعداده لتحمل أي تبعات لقرار انحيازه مع الأزهر لثورة الشعب وتحمل انتقادات قام بها بعض أقباط المهجر بسبب موقفه القوى ضد عصابة الإخوان الإرهابية.

فعندما تحتفل في مصر بمرور 10 سنوات على جلوس البابا تواضروس على كرسي البابوية فهو احتفال للمسلمين قبل الأقباط احتفال بالإنجازات التي تحققت على أرض في مصر خلال السنوات الماضية التي ما كانت ان تتحقق لولا موقف المؤسستين الدينيتين في مصر الأزهر مع الكنيسة.

وبهذه المناسبة نقول لقداسة البابا تواضروس أطال الله في عمرك وتكرر هذه الاحتفالات في حب مصر وشعبها مع إنجازات أكثر لأشقائنا في الوطن.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى