
فتوح الشاذلي يكتب: رسائل الملك
دائماً ما يتطابق الموقف المصري مع الموقف السعودي خاصة في القضايا والمواقف الاستراتيجية.. وهذا التطابق يكون لحظياً ولا يحتاج وقت لإعلانه.
وما حدث هذا الأسبوع من دعم وتأييد مصري للموقف السعودي في قرارات أوبك بلس هو خير دليل على ذلك.. فقد كانت مصر من أوائل الدول التي ساندت المملكة في موقفها، وقال بيان الخارجية إن مصر تدعم الموقف السعودي في شرح الاعتبارات الفنية لقرار أوبك بلس وإن القرار يهدف في المقام الأول إلى تحقيق الانضباط في سوق النفط.
وسائل الإعلام العالمية تناولت الخبر بصورة بارزة ووضعت الموقف المصري في الصدارة بين الدول المؤيدة وذلك لأهمية وثقل الدور المصري.
هذا التطابق ظهر واضحاً أيضاً في رسائل الملك التي تضمنها خطابه السنوي منذ أيام أمام مجلس الشورى، وكان أبرزها الموقف من الأزمة الليبية الذي أكد فيه ضرورة وقف إطلاق النار والدعوة إلى المغادرة الكاملة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء.
وكما هو الموقف المصري من السودان أكد الملك سلمان دعم الشعب السوداني الشقيق، ولكل جهد يسهم في الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها.
وتماشياً مع الموقف المصري في سوريا والعراق أكد الملك ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سوريا واستقرارها وعروبتها وأهمية منع تجدد العنف، وأن أمن العراق واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها مع ضرورة الحفاظ على هويته العربية ووحدة أراضيه.
وفي نفس الإطار جاء الموقف السعودي من الحرب الروسية الأوكرانية متطابقًا مع الموقف المصري وهو دعم الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
خطاب الملك في رأيي يعد خارطة طريق سعودية متطابقة تماماً مع الموقف المصري.
وبقدر ما حمل خطاب الملك من رسائل بقدر ما تفاعل معه السعوديون سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي.. فقد شهدت مواقع التواصل تأييداً واسعاً من السعوديين لرؤية الملك والحكومة وهو تأييد لمسته هنا في السعودية.
وأشاد الأمراء والوزراء وكبار المسئولين ورؤساء الجامعات والهيئات والمؤسسات المختلفة بما تضمنه الخطاب.
وكان أبرز هذه التعليقات ما قاله الدكتور عبد الله الشيخ رئيس الشورى من أن الخطاب يمثل منهجاً واضحاً لرؤية المملكة، أما وزير التعليم يوسف البنيان فقد ركز في بيانه على ما تضمنه الخطاب من إبراز لملامح السياسة الداخلية والخارجية ودعم واستقرار أسواق النفط العالمية.
أما على مستوى الجامعات والمؤسسات الأخرى فقد توقفت أمام تعليق الدكتور عبد العزيز السراني رئيس جامعة طيبة الذي نوه إلى الجانب الإنساني في خطاب الملك والذي تمثل في الالتزام بما تقدمه المملكة من مساعدات دولية للدول المحتاجة والمتضررة من الكوارث والأزمات من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى الدور الكبير في الإصلاح ومد يد العون للدول الأخرى.
خطاب شامل ورسائل سعودية تتطابق تماماً مع الموقف المصري وهو ما يؤكد أن مصر والمملكة هما صمام أمان المنطقة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية