نون والقلم

عبد العزيز النحاس يكتب: الجماعة الإرهابية لم تعِ الدرس

مصر دولة كبيرة ومحورية، ولا تتأثر بالشائعات المتكررة لضرب نسيجها الداخلي، ولن ينجرف أبناؤها إلى الدعوات الهدامة التي تحاول الجماعة الإرهابية بثها وتكرارها.

والواضح أن هذه الجماعة الهدامة لم تتعلم من دروس الماضي القريب والبعيد أيضاً، بعد أن أيقن الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه الأهداف الخبيثة والدنيئة التي تسعى الجماعة الى تحقيقها على جثة الشعب المصري والدول المصرية، خاصة أننا لسنا بعيدين عن أحداث وجرائم الجماعة التي بدأت في 28 يناير عام 2011 وكان الشعب المصري شاهد عيان على كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري والدولة المصرية بكل مرافقها ومؤسساتها، وراح ضحيتها المئات من الشباب البريء الذي تم اغتياله على يد عناصر الجماعة ومعاونيها من عناصر حماس وحزب الله بهدف تأجيج المشاعر في مواجهة الأجهزة المصرية.

وبرغم رفض الشعب المصري لاستمرار هذه الجماعة الفاشية في السلطة بعد ثبوت فشلها الذريع على شتى المستويات، رفضت الجماعة قرار المصريين وأعلنت عن المواجهة المسلحة على الشعب المصري وأجهزته ومؤسساته ورأينا مئات الشهداء من رجال الشرطة والقوات المسلحة خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة.

إذا كانت الجماعة الإرهابية لم تعِ الدرس.. فإننا كمصريين قد وعينا الدرس جيداً في الحفاظ على وطننا من كل أشكال العبث بعد أن عشنا لسنوات في انعدام الأمان والاستقرار وتفرغنا لحماية أبنائنا وأسرنا وأملاكنا بسبب الفراغ الأمني، وبعد أن عشنا في أزمات متلاحقة بدءًا من غياب الكهرباء والوقود والسلع الغذائية وانتهاءً بأعمال البلطجة واختطاف السيارات والسطو المسلح وغيرها، وأيضاً ما زالت مصر تدفع حتى الآن ضريبة اقتصادية فادحة لفترة سطو جماعة الإخوان على السلطة، وتسببت في خسارة مصر لأكثر من 200 مليار دولار بسبب توقف العمل والإنتاج وهروب الاستثمارات الأجنبية وتوقف السياحة، وتدمير البنية الأساسية لجهاز الشرطة وغيرها من المؤسسات.

إن وعى الشعب المصري الذي واجه كل مخططات هذه الجماعة الفاشية في الثلاثين من يونيو، ودفع ضريبة فادحة من استقراره واقتصاده واحتياجاته قد زاد، وأصبح على يقين أن استغلال الجماعة لزيادة الأسعار أو الغلاء لن يجدي لدى مواطن مصري واحد بات يعرف ويعي جيداً أن الأزمة الاقتصادية العالمية تضرب الجميع، وهناك شكوى من زيادة الأسعار والغلاء في كل دول أوروبا وفى معظم دول العالم المتحضر. وهناك عجز في السلع الغذائية في بعض الدول، وهناك مجاعات في الدول الفقيرة.

إن الخطورة الحقيقية لا تكمن في دعوات أعضاء الجماعة المقيمين في تركيا ولندن وغيرها من الدول لإحداث فوضى في مصر، لأنها تأتى بنتائج عكسية وتزيد من صلابة الشعب المصري.. وإنما الخطورة في الخلايا النائمة التي تنتشر في مؤسسات المجتمع سواء كانت نقابات أو هيئات أو قطاعات خدمية أو أحزاباً سياسية ومنظمات مجتمع مدنى، وهذه الخلايا تعرف بعضها جيداً، وتساعد بعضها في التمكين من مفاصل المكان الذين يلجون إليه، وللأسف هذه الخلايا تخدع الجميع لإجادتها التعامل بمبدأ – التقية – الذي يظهر عكس ما يبطن، ويجيد الكذب والخداع، ولا يتوارى عن إعلان ولائه والهجوم على الجماعة من حين لآخر لتضليل أجهزة الدولة وإزالة الشكوك، وهو أمر يحتاج إلى مجهود مضاعف من أجهزة الدولة وتعاون شعبي لاستئصال ما تبقى من أذناب هذه الجماعة حتى تتطهر مصر تماماً وتعيش آمنة مستقرة.

حمى الله مصر

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى