نون والقلم

سامي أبو العز يكتب: رسبت وزارة التربية..فهل ينجح طلاب الداخل والخارج

أن يفشل طالب في الامتحان فإنها نتيجة قد تكون مقبولة خاصة إذا كان خلف الإخفاق تقاعس وعدم اجتهاد..لكن أن تفشل وزارة كاملة في الامتحان فتلك تتعدى حدود المصيبة إلى الكارثة التي يجب أن تستنفر الحكومة بأكملها تداركاً للخطر الذي يهدد مستقبل الآلاف من أبناؤنا الاستثمار الحقيقي للمستقبل.

نعم رسبت وزارة التربية والتعليم للمرة الثانية، اليوم الأحد، عقب إجراؤها لتجربة عملية في مدارس الثانوية العامة، على النظام الإلكتروني، لتقييم قدرة منظومة امتحانات أولى ثانوي على التحمل، قبل أيام قليلة من امتحانات آخر العام.

التجربة الكارثة بدأت 11 صباحاً وانتهت بعد ثلاث ساعات عجاف في الواحدة ظهراً، وهي في الحقيقة لم تكن تجربة للطلاب بقدر ما كانت للوزارة نفسها ومدى قدرتها على إدارة المنظومة الإلزامية المبتكرة التي تبناها الوزير طارق شوقي ودافع عنها باستماتة واعتبر كل الأصوات الداعية للتأجيل أو التدرج غير موجودة.

والنتيجة بالطبع كانت غير سعيدة على الطلاب وأولياء أمورهم الذين قتل قلوبهم الخوف علي مستقبل أولادهم، فقد تم رصد العديد من المشكلات التي واجهت أبناؤنا وفقاً لـ “ثورة أمهات مصر” فقد ذكر عدد من الطلاب أنه رغم تمكنهم من إدخال الإيميل والباسوورد الخاص بالمنصة، إلا أنهم دخلوا على صفحة بيضاء، والبعض ظهر لهم رسالة “Erorr” أو “خطأ”، فيما ذكر البعض الآخر أنهم تمكنوا من الدخول إلى المنصة، لكن انقطع الاتصال فجأة وخرج من السيستم.

ومع ذلك تمكن البعض من إتمام التجربة، مؤكدين أن الاختبار كان عبارة عن استبيان للرأي من عدة أسئلة حول النظام الجديد من حيث المحتوى وطرق المذاكرة والاستخدام والتعامل مع الامتحانات ومنصتها، ودخل بعض الطلاب من هاتفهم الخاص المحمول بعد فشلهم من الدخول عن طريق التابلت.

نار وزير التربية التي ألهبت عقول الطلاب وقلوب أولياء الأمور، لم تتوقف على الداخل في إطار الحدود الجغرافية، وإنما امتدت إلى أبناؤنا في الخارج، ولما لا، فهم مصريون- ولازم ينوبهم من الحب جانب-، وبين المساس واللامساس أصدر الوزير قراراً في 24 فبراير من العام الجاري 2019 مفاده أنه لامساس بتوفير امتحانات أبناء المصريين في الخارج في جميع المراحل الدراسية، وأن امتحانات هذا العام ستكون كسابقه وخاصة الصف الأول الثانوي.

وتركت الوزارة بعد هذا الكتاب اليتيم الذي وجه إلى السفير مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية، القضية لموظفي السفارات في موسم الاوكازيونات والإفتاء كل على هواه وذهب استغاثات أولياء الأمور مهب الرياح بين صمت الوزارة عن مصير الطلاب بالخارج، والتصريحات الغير مسئولة من الموظفين بضرورة تحقيق نسبة الـ80 % حضور ونزول الطلاب للامتحان في مصر وغيرها من الإفتاءات التي تدخل من بوابة الشائعات والوزارة حتى هذه اللحظة تتوارى خلف جدران الصمت.

باتت وزارة التربية ووزيرها الهمام أمام كارثة مزدوجة ففي الداخل يطالب الطلاب وأولياء أمورهم بإيقاف التجربة لحين الاستعداد لها جيداً، بجانب عقد اختبارات ورقية تجريبية ليس بها رسوب على أن يتم نجاح هذه الدفعة بالكامل هذا العام.

وفي الخارج يطالب المصريون في الغربة الوزير بالخروج عن صمته وبيان حقيقة ما يتردد من شائعات وموقف الطلاب المصريين بالخارج مع الأخذ في الاعتبار ظروف الأسر المغتربة التي تتمسك بالمنهج المصري من ناحية، ولان ظروفهم المعيشية لا تمكنهم من إلحاق أولادهم بالتعليم التابع للدولة التي يعيشون بها أو بالمدارس الدولية.

باختصار..رسبت الوزارة بجدارة بسبب سوء التخطيط ومازال الطلاب يتمسكون بأحلامهم في النجاة من المصير المعتم في ظل القرارات غير المدروسة، أما أولياء الأمور فالنار تكوي قلوبهم من الضباب الذي يخيم على مستقبل أبناؤهم في ظل الصورة المهزوزة وعدم وضوح الرؤى.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى