دنيا ودين

رضا هلال يكتب: هيء نفسك لرمضان حتى تعلن لقد نجحت استراتيجيتي!!

ومضات رمضانية:

عندما تنتظر مناسبة عزيزة على قلبك، أو حدثاً مهماً في حياتك فأنت تهيئ نفسك له، وتعد العدة للقائه.

فكن على يقين أنه لا أعظم من موسم رمضان، ولا أبرك من لحظاته، ولا أجل من ساعاته.

فهو الموسم المعظم، والزمان النفيس، والأم الجليلة، والليالي الفاضلة.

وليحمل القلب كل الشوق له، ولتطمع النفس ببلوغه، وليلهج اللسان بصادق الدعاء لإدراكه وإدراك نفحاته ونورانيته.

ولذا عليك أولا أن تهيئ نفسك بالتدريب المثمر.. فلعلنا هذه الأيام ونحن في استقبال رمضان أن نهيئ أنفسنا وندربها للكف عن هذه الذنوب والخطايا لأننا مأمورون بذلك – أولا – قال تعالى: «…إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».

ولأننا – ثانياً – بحفظها نُؤجر وتسهل علينا الطاعات، ولأن المعاصي جراحات – فجاهد نفسك على حفظها فالحفظ لها سبب لدخول الجنة – لا أعظَمَ ولا أجَلَ منها مسكنا ومأوى.

فإن فشلت في الحِفظ مرة فأعد المحاولة مرات ومرات حتى تحفظها، وتيقن أن في حفظ الجوارح لذة لا تساويها لذة. واستعن بالدعاء وألِح على ربك أن يعينك ويوفقك.

ولتعلم أن شهر رمضان هو شهر مبارك ومليء بالنور والرحمة فلنبدأه بالنسبة الخالصة لصيام الشهر الفضيل صياما تاما وصحيحا لوجه الله تعالى.

ولكي نستفيد منه أعظم استفادة واستكمال التهيئة الروحية والقلبية لاستقبال شهر رمضان المبارك.

فإنه وقبل بداية الشهر الفضيل، علينا أن نتحدث مع أبناءنا عن أهمية هذا الشهر المبارك، وأهدافه، وطريقة الاستفادة منه.

والتعرف على أوقات الصلاة وطريقة أدائها.

والتحدث عن أهمية الصوم وطريقة الاستفادة منه. وأهمية الصدقة والاستفادة منها. وبرنامج لقراءة القرآن الكريم.

على أن يتم إعطاء أهل بيتك وارحامك من وقتك والاستمتاع معهم بالوقت وتقديم الدعم والرعاية لهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع التحديات، والتعاون معهم في جميع الأنشطة، وتعليمهم كيفية الاستفادة من شهر رمضان.

علما بأن كل ذلك لا يؤثر على العمل المنوط بك ولتعلم أن رمضان هو شهر العمل كما هو شهر عبادة وعليك أن تنتظم وتنظم حياتك في إطار.. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

ثم النقطة الثانية المكملة لما سبق وفيها اسوق قصة وكما ساقها لي الدكتور عبد القادر علاوة وهي تقرب المعنى للأفهام فهذا سباستيان هو شاب ألماني، في أكتوبر سنة (2012) كان هناك سلسلة محلات ألمانية شهيرة اسمها ساتورن (Saturn).

هذه الشركة أجرت مسابقةً كبيرةً جداً لجمهور صفحتها على الفيسبوك احتفالاً بافتتاح فرعها رقم 150 في ألمانيا، الفائز بالمسابقة سوف يُسمَح له بدخول المحل لمدة 150 ثانية يأخذ فيها كل الذي يريده مجاناً دون أن يدفع شيئاً.

وفعلاً انتهت المسابقة وتم الإعلان عن الفائزين، وكان منهم شاب عنده 27 سنة اسمه سباستيان.

يوم المسابقة كان هناك تغطية إعلامية رهيبة، وبدأ العد التنازلي للـ 150 ثانية، وبدأ الفائزون يدخلون واحداً تلو الآخر يأخذون ما يريدون ويخرجون.

هناك من كان يركض ويقع، وهناك من يأخذ حاجات لا يحتاجها ثم يرميها ويأخذ حاجات أخرى، وآخرون يأخذون أي شيء يجدونه أمامهم، أكثرهم خرج بحاجات غير ذات قيمة، أو لا يحتاجها أصلاً.

لكن العجيب أن (سباستيان) هذا دخل بمنتهى السرعة والنظام والتركيز، وكأنه يعرف تماماً ماذا يفعل!

أخذ شاشات كبيرة وسحبها إلى الخارج، موبايلات، وتابلت، ولاب توبات، وأجهزة من كل الأشكال والألوان، ومن أفخم الماركات وأغلى الأسعار.

يضعها فوق بعض بترتيب عجيب و يخرج بها… يضعها على الأرض، ثم يدخل مرة أخرى !

الناس كانت مستغربة من أدائه و اختياراته، لدرجة أنه في آخر الامر استطاع أن يسحب ثلاجة و يخرجها !

وبالفعل انتهت الـ 150 ثانية وخرج سباستيان هذا وسط تهليل كبير من الجمهور، وسقط على الأرض من شدة الإعياء.

قاموا بتقدير قيمة الأجهزة التي أخذها سباستيان في الـ 150 ثانية، فكانت ما يزيد على 29 ألف يورو! … في دقيقتين ونصف 29 ألف يورو…. وبعد ما خرج سباستيان قال :(( لقد نجحت استراتيجيتي )) !

أجروا معه لقاء وسألوه عن معنى قوله هذا؟ فقال: منذ سمعت عن المسابقة و أنا أذهب لهذا المحل يومياً، أخطط و أحفظ أماكن البضائع الغالية الثمن التي أريد أن أحصل عليها، و أرتب مساري و أولوياتي و طريقي داخل المحل الكبير لأعرف كيف أخرج بأكبر قدر من المكاسب خلال الـ 150 ثانية هذه، و بالتالي أول ما وقع عليَّ الاختيار كنت جاهزاً فكانت كلمتي بعد الانتصار: ((لقد نجحت استراتيجيتي))

والسؤال هنا ماهي استراتيجيتك وانت داخل إلى أكبر سوق في الوجود «سوق رمضان» والمدة المحددة قصيرة ثلاثون يوما، فماهي الأعمال التي ستختارها واجرها عند الله عظيم؟ فكن ذكيا ولا تضيع الفرصة!

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال… وغدا لقاء جديد

redahelal@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى