نون والقلم

حسين حلمي يكتب: ودارت الأيام

عاد صديقى من الخارج بعد أن وهبه الله فى سنوات قليلة عدداً من العطايا كان حلم حياته، فيلا فى الساحل وفيلا هنا فى التجمع.. وعدداً من السيارات.

ونظر إلىَّ بهدوء يكاد يسألني.. ماذا فعلت أنت في تلك السنوات التي تركتك فيها وسافرت؟ قلت له اسمع يا صديقي هناك قاعدة حياتية تبلغ قوة قانون الجاذبية.. وهى «ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب» ومع ذلك سوف أرد على كل ما يدور فى خاطرك.

دعنا نبدأ بعدما سافرت حضرتك بعد حصولنا على الثانوية العامة معاً. دخلت أنا الجامعة وحصلت على ليسانس الآداب في علم الاجتماع، ثم عملت في وظيفة في إحدى المؤسسات الحكومية.. وتدرجت في الوظيفة حتى وصلت إلى درجة مدير عام.. وتزوجت ورزقني الله بولد وبنت.

وكنت كل صيف أسافر فى الإجازة الصيفية على الشاطئ.. ودارت الدنيا والآن فى انتظار تزوج الأولاد والسفر أنا وزوجتى للعمرة.. إنها البركة يا صديقى.. فعندما يطرح الله فى نقودك البركة تستطيع أن تكفي كل ما يحتاج إليه الشخص.

وأنت يا صديقي.. قال وهو يحتسي كوباً من الشاي كأنه في حاجة إلى شماعة للرد.. أنا أول ما سافرت عملت في مطعم شأن آخرين وبعد مدة وثق في صاحب المطعم وأصبحت مقرباً إلى أسرته.. ولأنني أسكن مع عدد كبير من المصريين في شقة صغيرة.. نقلني صاحب المطعم الطيب إلى منزله، وكنت ابناً له.

بعد أن مات الرجل تزوجت زوجته، وأصبحت الحياة تدور بنعومة وسهولة.. وماتت زوجتى وورثت كل أموال الرجل والمطعم والفلوس، فأنا لست أي أي ولا زي زي، فأنا عنصر نادر.. ثم سكت وقطع كلامه، وقال لي.. قوم روح.

لم نقصد أحداً!!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى