حسين حلمي يكتب: مواقف الحياة وأصالة النفوس
أفضل وسيلة للتعرف على معادن الناس تكمن في مراقبة أسلوب تعاملهم مع الآخرين، خصوصًا مع من هم أقل منهم مالًا، علمًا، أو مكانة وظيفية.
إذا كنت تعامل هؤلاء الأقل شأنًا باحترام وتقدير، فإن معدنك النفيس يظهر، وأنت بلا شك كالذهب. أما إذا كنت تُسيء لهم، فهذا يدل على أنك من معدن رخيص أشبه بالصفيح. هذه الطريقة البسيطة تتيح لأي شخص اكتشاف حقيقة الناس بوضوح.
الأمثلة على ذلك عديدة ولا تخفى على أحد؛ فلكل فرد مفتاح يكشف باطنه، سواء كان طيبة القلوب والعفو، أم الخبث وسوء الأخلاق. الشخص الطيب يظهر من تعاملاته، حيث يحترم مرؤوسيه إذا كان في موقع مديرية، ويتحدث بلطف مع الجميع، ولا يصدّ من يلجأ إليه مهما كان بعبارة بسيطة. فالكلمة الطيبة صدقة، تعكس نقاء القلب وحسن النية.
أما أولئك الذين يمتلكون معدن الصفيح، تجدهم يحتقرون الآخرين، يعملون على تفتيت علاقاتهم، ويراهنون على صمتهم تحت وطأة الحاجة أو الخوف، دون أن يدركوا أن هذا الصمت يخفي احتقارًا دفينًا لهم يتراكم بمرور الوقت.
هؤلاء ينتظرون الأيام لتلقي بهم في مواجهة خيباتهم، فهم يستمتعون بإذلال الآخرين دون اعتبار لما حدث لغيرهم ممن طغوا واستكبروا.
التاريخ مليء بالعبر؛ فرعون الذي ادعى الألوهية لقي نهايته المحتومة. ومثل ذلك، الشخص الذي كان ملء السمع والبصر يوماً ما، أصبح الآن يتنقل بين مجالس العزاء ليُذكّر الناس بوجوده الذي كاد يُنسى.
لم نقصد أحداً !!