نون والقلم

حسين حلمي يكتب: الخير المزيف تحت قناع النوايا

يقف الإنسان طويلاً متأملاً مفهوم «المكر»، متسائلًا: هل يُعتبر المكر من الصفات الحسنة أم أنه ينتمي إلى أفعال الخبث؟ في جوهره، يُمثّل المكر ذكاء الشخص وقدرته على استخدام الحيل بطرق ذكية ومنظمة لتحقيق أهدافه دون المساس بحقوق الآخرين.

 لكن إذا انحرف هذا الأسلوب ليُستخدم بصورة غير أخلاقية أو ضارة للغير، فإنه يتحول إلى وجه آخر هو «الخبث». بهذا، تكون الأخلاق هي المعيار الأساسي الذي يحدد الفارق بين الفعل النبيل والفعل الدنيء.

عندما يتم استغلال المكر لتحقيق أهداف شريرة تُجزئ على حساب الصدق والأمانة، مثل الاعتماد على الكذب، الغش، أو التلاعب، يصبح المكر ضلالًا وفسادًا. حتى حين يختبئ ذلك السلوك خلف مظاهر الخير، كإدارة جمعية خيرية لإطعام الفقراء أو رعاية الأيتام بنوايا زائفة تهدف لجمع أموال المتبرعين، فإن الفاعل يُظهر الخبث بأوضح صوره.

يستغل البعض هذه المبادرات ليحتفظ بجزء كبير من الأموال تحت ذريعة «نفقات التشغيل» أو «القائمين على الجمعية»، رغم أن القصد الأخلاقي لتلك التبرعات هو مساعدة المحتاجين فعليًا.

إذن، المسألة تتلخص ببساطة في الغاية والنتيجة: إذا كانت الحيل تُستخدم لتحقيق منفعة حقيقية للمستضعفين ودون ضرر أو استغلال، فهي تعبير عن الذكاء و«المكر الطيب». أما إذا أُسيئ استخدامها للنصب وجني مكاسب شخصية على حساب المحتاجين، فإننا أمام خبث مغلف بقناع الخير. المهم هو أن يظل الهدف نقيًا والنوايا صادقة، بعيدًا عن السقوط في فخ الاستغلال أو الشر.

لم يُرد النص الإشارة إلى أحد بعينه، بل هو تأمل عام يحمل دعوة للتفكير والتمييز بين الخير والشر.

لم نقصد أحداً !!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى