نون والقلم

حسين حلمي يكتب: التفاوض والخداع في سياسة ترامب

لفهم تصريحات «ترامب» حول فكرة تهجير سكان غزة إلى دول أخرى، من المهم أولاً أن نستوعب الأسلوب الذي يتبناه هذا الرئيس، والذي غالباً ما يوصف بـ«المثير للجدل».

ويمكن الإشارة هنا إلى كتابه «فن الصفقة»، الذي شرح فيه منهجيته في التفاوض سواء في السياسة أو التجارة. بالنسبة له، لا فرق بين المجالين.

إحدى الطرق التي يعتمدها هي المبالغة في البداية، حيث يرفع قيمة العرض إلى مستوى خيالي لجذب الانتباه وخلق انطباع بوجود سر وراء الرقم، مما يدفع الآخرين للتفاوض.

فإذا كان السعر الحقيقي لشقة معينة مليوناً مثلاً، يمكن أن يعلن عن بيعها بعشرة ملايين. عندها يشعر المشترون بالسعادة إذا تمكنوا من خفض السعر إلى خمسة ملايين، بينما يكون البائع قد حقق مكسباً كبيراً يفوق القيمة الفعلية.

هذا النمط يعكس المنهجية التي يتبعها ترامب في توجيه تصريحاته السياسية والاقتصادية. ما قاله بشأن تهجير سكان غزة يبدو فكرة خيالية لن يقبل بها الفلسطينيون أو العالم العربي، بل وحتى المجتمع الدولي شرقيًا أو غربيًا.

ومع ذلك، من الواضح أن الهدف من هذه التصريحات هو إثارة الجدل وفتح الباب أمام توافقات أو تنازلات سياسية على طاولة المفاوضات.

فقد تكون هذه “البالونة الاختبارية” محاولة لتهيئة أرضية لقبول حلول وسطى مثل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح أو إنهاء فكرة حل الدولتين بالكامل.

في المقابل، نجد بعض الأطراف تتبنى موقفًا رافضًا لتصريحاته وتقوم بالمزايدة العلنية ضدها عبر التظاهرات والشعارات المناهضة، لتحسين صورتها أمام مجتمعاتها وكأنها مدافعة عن القضية.

ومع ذلك، قد يكون بينهم من يدرك أن هذه المواقف مجرد استعراض كلامي أكثر من كونها خطوات عملية.

لم نقصد أحداً

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى