في أولى حلقات المرحلة الثانية في الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، تأهل الشاعر السوري يزن عيسى بقرار لجنة التحكيم بينما أهل تصويت الجمهور الشاعرة المصرية سرى علوش.
وذلك خلال الحلقة السادسة التي أقيمت مساء أمس الخميس على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وبثت مباشرة على قناتي «أبوظبي» و«بينونة» بحضور الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، والفنان والمخرج العراقي فلاح هاشم، وجمهور البرنامج من الإعلاميين والمهتمين والأدباء ومحبي الشعر.
منافسات شعرية:
أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، تناقش إلى جانب الشاعر المتأهل كل من السعودي حسين علي آل عمار، واللبنانية علا خضارو، والموريتاني المختار عبدالله صلاحي. والتشادي جبريل آدم جبريل الذي استهل المنافسات بقصيدته «قداسة ناي» التي أشاد الدكتور علي بن تميم بعنوانها، وقال: «سودها ثنائية الحزن والتفاؤل مع طغيان الحزن عليها».
كما نوه إلى الغنائية في القصيدة لكنه أشار إلى: «أنه لو استخدم الشاعر ضمير المتكلم فيها لربما كان أفضل، كما أشار إلى وجود عدد من الصور الشعرية المكرورة في القصيدة».
فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة «بأنها احتفاء بالحرف والنغم في جو من الروح والتربية الصوفية بأسلوب أنيق العبارة». وقدم قراءة في العلامات التي احتوتها القصيدة ودلالاتها.
وقال الدكتور وهب روميّة «إن القصيدة تراتيل في محراب الشعر، تحتفي به وتصوّر المكابدة والشقاء في قوله». منوهاً إلى: «أن الشاعر أحسن في تشخيص الشعر ومخاطبته، وتصوير قوته، وأضاف أن صور القصيدة متفاوتة، فكثير منها جاف، لكن بعضها مشرق وفاتن».
ومن ثم قرأ الشاعر حسين علي آل عمار قصيدة بعنوان «على صفحات الماء» دفعت الدكتور محمد حجو للإشادة بعنوان القصيدة وقال: «إنه صورة مثيرة لمساحات من التأويل الجمالي، ويمكن أن نلمس في القصيدة تناصات عديدة تحيل على جوانب من تأليف ابن ماجد».
وأوضح الدكتور وهب روميّة: «أن القصيدة تنتمي في توجهها نحو التاريخ واستعادة رموزه، لمرحلة الإحياء الشعري، لكنها من حيث نسجها الفني تزاوج بين مرحلة الإحياء وما بعدها».
أما الدكتور علي بن تميم فوصف القصيدة بأنها «متقنة برغم صعوبة رسم الشخصيات بالشعر». وأشار إلى «أنها تمثل مغامرة طموحة من الشاعر».
أبعاد فلسفية:
بعنوان «عروج» ألقت الشاعرة علا خضارو قصيدتها التي قال الدكتور وهب رومية: «إنها احتوت صوراً جميلة، لكن في مطلع القصيدة قلقاً على المستويين الدلالي واللفظي، وأن هذا القلق ينتشر في أرجاء القصيدة كلها كأنه خيط نفسي ناظم لها ويحقق وحدتها العضوية».
ووصف الدكتور علي بن تميم القصيدة بأنها متقنة، وقال: إن «أول ما يتجلى عند سماعها هو أن القصيدة مبتكرة في تنامي الأبيات».
فيما أعرب الدكتور محمد حجو عن إعجابه بما في أبيات القصيدة من نبض طربي يتشكل من انسيابية التعبير والتراكيب، مشيراً إلى «أن القصيدة فيها صور بليغة نابعة من قريحة شعرية».
ومن ثم قرأ الشاعر المختار عبد الله صلاحي قصيدة «تمثال لأبي الطيب» أشاد الدكتور علي بن تميم بمطلعها وقال: «إن القصيدة تطرح السؤال الإشكالي المتعلق برحلة الشعراء وما يمنحهم الخلود». وأضاف: «تستمد القصيدة تأويلاتها من لغة المتنبي وتعيد ترتيبها ضمن منطق العصر».
وقدم الدكتور محمد حجو قراءة في أبيات القصيدة وذهب إلى أنها «تحاول تأويل ملامح من شخصية المتنبي الشعرية بصور مجتباة من المخيلة، وأخرى منحوتة في شكل تناصات واستحضار لبعض أبياته الشعرية».
وأشار الدكتور وهب روميّة إلى «أن في القصيدة صوراً بديعة من خلال أنسنة الطبيعة والمعنويات» وقال: «إن التناص يعني إعادة إنتاج لنصوص سابقة في حدود من الحرية تسمح للشاعر أن يطبع قصيدته بطابعه الخاص، وإن هذا ما فعله الشاعر الذي رأى نفسه في مرايا المتنبي».
واختتم القراءات الشاعر يزن عيسى بقصيدة «عود أبدي». قدم الدكتور محمد حجو قراءة في جمالياتها، ووصفها «بأنها رحلة في دائرة الزمن ببعد فلسفي شائق».
وقال الدكتور وهب روميّة: «إن عنوان القصيدة موغل في أسطوريته، وإن الشاعر استطاع أن يصوغ قصيدته صياغة جمالية لافتة، كما ناقش المفاهيم الفلسفية التي تتناولها القصيدة».
أما الدكتور علي بن تميم فأشاد بفكرة القصيدة، وتحدث عن مفهوم «العود الأبدي» في الحضارات القديمة والمدارس الفلسفية، وقال: «إن حضوره قوي في القصيدة التي أشار إلى أن أجمل ما فيها هو الاعتزاز والتقدير لدور الأب».
معايير:
وشهدت الحلقة إضافة معيار للمنافسة بين الشعراء في المرحلة الثانية، يتمثل في مجاراة كل متسابق لشاعر يختاره، وسيكون تقييم لجنة التحكيم للمعيار من 15 درجة.
وجارى جبريل آدم جبريل بيتين للشاعر عبدالدائم عبدالله موسى الشعراني، فيما جارى حسين علي آل عمار بيتين للشاعر غازي عبدالرحمن القصيبي، أما علا خضارو فكانت مجاراتها لبيتين للشاعر إيليا أبو ماضي، بينما جارى المختار عبدالله صلاحي بيتين للشاعر محمد ولد عبدي، ويزن عيسى بيتين للشاعر بدوي الجبل.
وجاء تقييم لجنة التحكيم للمجاراة يحمل عدداً من الملاحظات الإيجابية والتنبيهات للشعراء لتفادي النقاط السلبية في المستقبل.
كما استضافت الحلقة كلاً من نجمة «أمير الشعراء» في الموسم العاشر الشاعرة نجاة الظاهري، ونجم «شاعر المليون» في موسمه الحادي عشر الشاعر عبدالله حنيف اليامي في مجاراة شعرية، حيث جارت الشاعرة نجاة الظاهري قصيدة نبطية للشاعر عبدالله اليامي بقصيدة فصيحة، فيما جارى اليامي بدوره قصيدة فصيحة لها بأخرى نبطية، وتوافقت القصائد من حيث الوزن والموضوع والقافية.
وجاء قرار اللجنة بتأهل الشاعر يزن عيسى من سوريا بحصوله على 47 درجة من 50، بينما أحرز المختار عبدالله صلاحي 44 درجة، وعلا خضارو 43 درجة، وجبريل آدم جبريل 42 درجة، وحسين علي آل عمار 40 درجة.
وسيتأهل واحد منهم بتصويت الجمهور وفق آلية التنافس في المرحلة الثانية التي يتنافس فيها 15 شاعراً في ثلاث حلقات بواقع خمسة متنافسين في كل حلقة تؤهل منهم لجنة التحكيم شاعراً واحداً مباشرة إلى المرحلة المقبلة، وتكون درجات اللجنة في هذه المرحلة 50%، ونسبة تصويت الجمهور 50% التي يتنافس عليها الشعراء الأربعة الباقون طيلة أيام الأسبوع ليتأهل في النهاية الشاعر الحاصل على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين، مضافة إلى ما حصل عليه من لجنة التحكيم.