اللوفر أبوظبي يبدأ موسمه الجديد بمعرض « ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»
تحت عنوان «ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه» افتتح أول معارض متحف اللوفر أبوظبي لهذا العام، وتأتي خصوصية هذا المعرض كونه المعرض الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الذي خصص للفن الإفريقي.
والمعرض المقام من 29 يناير ولغاية 25 مايو افتتحه معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، ومعالي وزيرة الفن والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي في نيجيريا، السيدة هاناتو موساوا، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة الدولة، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس متحف اللوفر أبوظبي.
مفهوم الممالك:
أقيم المعرض بشراكة اللوفر أبوظبي مع متحف كيه برانلي – جاك شيراك ومؤسسة متاحف فرنسا، وبالتعاون مع شركة HONOR الشريك الرسمي للمعرض. الذي يحتفي بتاريخ أفريقيا العريق، وإبداعاتها الفريدة، وتراثها الغني الممتد من القرن الحادي عشر إلى القرن الحادي والعشرين، مع التركيز على دورها الحيوي في المشهد الفني المعاصر، والذي يظهر من خلال مجموعة استثنائية من اللوحات الملكية، والمنحوتات، والمقتنيات الشعائرية، والمنسوجات، إضافة إلى استكشاف الصلة الدائمة بين الفن، والسُلطة، والهوية في جميع أنحاء القارة الإفريقية.
وقد تولى تنسيق المعرض ثلاثة خبراء في الفن الإفريقي القديم والمعاصر، وهم: هيلين جوبيرت، المنسقة العامة للمعرض وكبيرة أمناء قسم التراث الإفريقي في متحف كيه برانلي – جاك شيراك، والحاج مالك ندياي، منسق مشارك ورئيس قسم المتاحف وأمين متحف تيودور مونو للفنون الإفريقية (المعهد الأساسي لأفريقيا السوداء، شيخ أنتا ديوب)، داكار وسيندي أولوهو، منسقة مشاركة ورئيسة قسم مجموعات المقتنيات في المجموعة الإقليمية للفن المعاصر، إيل دو فرانس وناقدة فنية مستقلة، كما حظي المعرض بدعم فريق أمناء المتحف في اللوفر أبوظبي ممثلاً في مريم الظاهري، مساعد أمين متحف في اللوفر أبوظبي.
وضم المعرض بين أروقته أكثر من 350 قطعة من غرب ووسط، وجنوب قارة أفريقيا، بما يشمل الأزياء الملكية المصنوعة بإتقان، والشخصيات ذات الأهمية الروحية، وهو ما يسلط الضوء على المهارة الاستثنائية للحرفيين الأفارقة، ويقدم رؤية متعمقة للتراث الغني والمتنوع الذي تزخر به القارة. كما يستحضر مفهوم الممالك عبر استكشاف أشكال متعددة للسُلطة، ويغطي ا الإمبراطوريات، والممالك، والدولة المدينة، والزعامات، والشخصيات البارزة، بما يشمل الحكام المقدّسين، والقادة الأبطال، كما يسلط المعرض الضوء على الأبعاد المتنوعة للسُلطة والنفوذ في التاريخ الإفريقي.
التراث الفني:
عن أهمية المعرض قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس متحف اللوفر أبوظبي: «يُقدم المعرض لمحة فريدة عن حياة حكام أفريقيا أصحاب المكانة الرفيعة، حيث تكشف الرؤية المتحفية الاستثنائية، واستمرار إرثهم الثقافي في تشكيل مصدر إلهام للفن والثقافة في القارة الأفريقية وخارجها، ويُجسد ذلك رسالة متحف اللوفر أبوظبي المتمثلة في مشاركة القصص العالمية من خلال الفن».
بدوره قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: “تماشياً مع التزام متحف اللوفر أبوظبي بتسليط الضوء على المحطات المفصلية في تاريخ الفن، يُقدم معرض “ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه” رؤية متعمقة تستكشف التراث الفني الغني لقارة أفريقيا، ولطالما كانت أفريقيا، باعتبارها مهد الإنسانية وقارة ذات تقاليد غنية ومتنوعة، مصدراً للمرونة والتعبير الإبداعي، ومن خلال تسليط الضوء على إرثها الدائم، يتناغم هذا المعرض مع مهمتنا لإشراك جماهير متنوعة من خلال تقديم قصص تتجاوز الحدود وتشيد جسور التواصل بين الثقافات”.
أما إيمانويل كسارهيرو، رئيس متحف كيه برانلي – جاك شيراك، فصرّح قائلاً: “يستكشف المعرض من خلال أعمال من مجموعات مقتنيات متحف كيه برانلي – جاك شيراك والعديد من المتاحف الأفريقية، كما المعرض يزخر أيضاً بالعديد من الأعمال المعاصرة، رحلة ألف عام تشهد على القوة الإبداعية لقارة بأكملها، وإضافة إلى السردية التي يقدمها هذا المعرض، أود أن أشيد بالمنهجية التي يطبقها أيضاً؛ فقد برزت فكرة معرض “ملوك أفريقيا وملكاتها” كمشروع يقدم العديد من الاتجاهات الفنية المتنوعة، ويجسده أمناء معرض مشتركون في ظل روح التعاون المثمر”.
قطع أثرية:
ينقسم المعرض إلى ثلاثة أجنحة يستكشف كل منها فن وقوة الممالك العظيمة في أفريقيا، حيث يسلط جناح غرب أفريقيا الضوء على التراث الفني لممالك إيفي، وبنين، وآكان، ويوروبا، وداهومي، ويعرض المنحوتات والشعارات الملكية، ويسلط المعرض الضوء على دور الفن في تشكيل السُلطة والهوية، أما جناح وسط أفريقيا، فيضم ممالك الكونغو، ولوبا، وتيكي، مستعرضاً مقتنيات شعائرية ولوحات تجسد الروابط العميقة بين الفن، والجوانب الروحانية، والقيادة، ويسلط جناح جنوب وشرق أفريقيا الضوء على مملكة الزولو والمملكة الإثيوبية، ويعرض قطعاً أثرية تحتفي بالتقاليد الفنية الغنية التي تزخر بها المنطقة. وتشمل أبرز القطع المُعارة إلى المتحف في هذا المعرض كلاً من رأس متوّج للملكة أولوو، نيجيريا (القرن الرابع عشر/الخامس عشر)؛ وزوج من الخِفاف، كوت ديفوار؛ وكرسي يعود لشعب الأكان، كوت ديفوار/غانا؛ وطبلة ملكية من مملكة فون، بنين؛ وقناع أوكويي ذو شكل بشريّ ينتمي إلى شعب البونو، الغابون، وغيرها من معروضات.
ينعكس تأثير الإسلام على القارة الإفريقية من خلال الأعمال الفنية المهمة المعروضة مثل: مخطوطة قرآنية معها علبة لحفظها (أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين)، ولوح مكتوب عليه آيات من القرآن الكريم (قبل عام 1972)، وعمل فني معاصر، أبدعه كل من لويس بارثيليمي وطارق الصفطي، عبارة عن لوحة منسوجة من القطن عليها رسمة توثّق رحلة الملك مانسا موسى إلى مكة لأداء فريضة الحج في القرن الرابع عشر، والتي ترمز إلى الإرث العميق لحاكم مالي. وتُختتم الجولة في المعرض بجناح تفاعلي مخصص للفن الشعبي الإفريقي، حيث تعرض فيه مجموعة من القصص المصورة وألعاب الفيديو.
عن أهمية فكرة المعروضات قالت هيلين جوبيرت، المنسقة العامة للمعرض وأمينة ورئيسة قسم مجموعة المقتنيات الإفريقية في متحف كيه برانلي – جاك شيراك: “لقد انبثق معرض “ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه” من تأملاتي في موضوعات السُلطة ورغبتي في الوصول إلى موضوع عالمي. ومن خلال الاستعانة بمجموعات مقتنيات متحف كيه برانلي – جاك شيراك، والعديد من الروائع الفنية المُعارة للمرة الأولى، ومجموعة من المقتنيات الفنية المستهدفة حديثاً، تمكنت من وضع تصوّر لمعرض شامل تتجسّد فيه عناصر الفن الأفريقي من القرن الحادي عشر إلى يومنا هذا”. وأضاف: “يستكشف هذا المعرض، الذي يغطي جميع المناطق الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، موضوعات مترابطة، ويسلط الضوء على مفاهيم التميّز والجمال في خدمة السُلطة. وإضافة إلى مجموعات المقتنيات التي حصلنا عليها من متحف كيه برانلي لضمّها إلى هذا المعرض، تعاونّا مع مؤسسات دولية أخرى – لا سيّما في أفريقيا – وجِهات مُعيرة من القطاع الخاص”.