احمد الملا يكتب: الصرخي كاشفًا.. إخفاء قبر الزهراء بين العلة الحقيقية وكذب الإخبارية
كثيرًا ما نسمع أو نقرأ ما يروج له الإخبارية وفضلتهم الشيرازية ومن وافقهم – مدعي المنهج أو المدرسة الأصولية- من أكاذيب وخرافات وأساطير أريد منها تمزيق وحدة الصف المسلم وخدمة كل الأجندات التي تحاول النيل من الإسلام ورموزه ومن المسلمين. ومن هذه الأكاذيب هو ما يروجون له بأن علة إخفاء قبر الزهراء –ع- ودفنها سرًا هو بسبب غضبها على الخليفتين –رض- وسخطها عليهما!! وقد وضعوا عشرات الروايات التي تحكي عن هذا الأمر؛ لكن هل هذه هي العلة الحقيقية؟!…
فلو تتبعنا السيرة العطرة للنبي الأقدس وآل بيته الأطهار –عليهم الصلاة والسلام أجمعين- لوجدنا إن سيرتهم تشير على التعامل مع القبور بصورة طبيعية وسطحية جدًا وعدم اعطائها أي اهتمام حتى لا تُجعل من الدين وضرورياته؛ فنجد أن سنتهم –عليهم السلام- هي الإخفاء والإعفاء وعدم البناء على القبور؛ بل حتى إنهم عمدوا على اخفاء تواريخ الوفيات حتى لا تجعل مناسبات للاستئكال والخرافة والبدع التي تضر بالدين؛ وهذا هو الأساس الذي اعتمدت فيه الزهراء –ع- في إخفاء قبرها وهو العلة الحقيقية؛ أي علة الإخفاء هي أن لا يتخذ قبرها مزارًا ولا يبنى عليه ضريحًا تمارس فيه طقوس الخرافة والشعوذة والبدع …
فلو كانت العلة من اخفاء قبرها –ع- هي كما يدعي الإخبارية وفضلتهم (سبب غضبها على الخليفتين –رض-) فلماذا لم يظهر أحد الأئمة –ع- قبرها بعد وفاة الخليفتين؟! فكما يقال علة الإخفاء قد انتفت وزالت؛ فلماذا استمر إخفاء قبرها؟! لماذا لم يُظهر أحد الأئمة قبرها للناس وللشيعة والمحبين والموالين بعد زمن الخليفتين؟! لماذا حُرم الناس من زيارة قبرها وممارسة طقوس الزيارة وما يرافقها من سلوكيات؟!
إذن الإخفاء لم يكن بسبب ما صوره وما دسه الإخبارية وفضلتهم من روايات مكذوبة؛ الإخفاء جاء حتى لا يكون مصدرًا للاستئكال والدجل والشعوذة وممارسة كل ما هو مخالف للسنة والشريعة؛ علة الإخفاء هي السنة؛ ولهذا نجد أن الإمام علي –ع- قد أوصى بذلك ( إخفاء وإعفاء قبره ) لأن القبور وزيارتها ليست من الدين ولا من ضرورياته ولو كانت كذلك فلماذا لم يظهر قبر الزهراء –ع- بعد زوال علة الإخفاء لو صحت؟!…
وهذا ما أكد عليه وبينه لنا المهندس الأستاذ الصرخي الحسني في بحثه الموسوم ( عاشوراء إصلاح الفكر والعقيدة والأخلاق ) حيث قال في بعض فقرات هذا البحث :-
{{…ح ـ أَيْنَ قَـبْـرُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَام) وَلِمَاذَا تَمَّ إخْفَاؤُهُ أَو اخْتِفَاؤُهَ؟! وإذَا كَانَت القُبُورُ وَزِيَارَتُهَا مِن الدِّينِ وَضَرُورَاتِهِ، بِحَيْث لَا يَكْتَمِلُ أَو لَا يَتَحَقَّقُ التَّشَيُّعُ وَالوَلَاءُ وَالحُبُّ وَالمَوَدَّةُ وَالحُزْنُ وَالعَزَاءُ إلَّا عِنْدَ القُبُورِ، كَقُبُورِ أُحُـد أو فِي بَيْتِ الأحْزَانِ(المَزْعُوم) عِنْدَ قُبُورِ البَقِيع، فًـلِمَاذَا أَوْصَت(عَلَيْهَا السَّلَام) بِإِخْفَاءِ وَإِعْفَاءِ قَبْرِهَا؟!
ط ـ لِمَاذَا أَخْفَى أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) قَبْرَ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلام)؟!
ـ لِمَاذَا أَبْقَى أَئِمَّةُ أَهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) القَـبْـرَ مَخْفِـيًّـا؟!
ـ لِمَاذَا صَارَ قَبْرُ الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) مَخْـفِـيًّا وَضَائِعًـا؟!
ي ـ إِذَا كَانَت العِلَّةُ فِي إخْفَاءِ وَإعْفَاءِ قَـبْـرِ فَاطِمَة(عَلَيْهَا السَّلَام) لِمُعَاقَبَةِ الخَلِيفَتَيْنِ عُمَرَ وَأَبِي بَكْر(رض)، فَـقَـد رَحَـلَا إِلَى جِـوَارِ رَبِّهِمَا(عَزّ وجَلّ)، فِلِمَاذَا امْتَدَّت وَاسْتَمَرَّت العُقُوبَةُ عَلَى الشِّيعَةِ، حَيْث:
ـ مُنِعُـوا وَحُرِمُوا مِن زِيَارَةِ قَبْرِهَا وَالتَّبَرّكِ بِهِ؟!!
ـ وَمُنِعُـوا وَحُرِمُوا من شَرَفِ وَبَرَكَةِ حَجْرِ القَبْرِ وَحَجْزِهِ وَحَبْسِهِ فِي صَنَادِيقَ وَشبَابِيكَ وَبِنَاءٍ وَقُبَبٍ وَحَرَمٍ وَضَرِيحٍ وَصَحْن؟!!
ـ ومُنِعُـوا وَحُرِمُوا مِن المَسِير إلَى القَـبْر. وَمِن الخِدْمَةِ وَالنُّذُورِ وَالتَّطْبِيرِ وَالتَّطْيِينِ وَالحِنَّاء وَالشّمُوعِ وَالسَّلَاسِل وَكِلَابِ رُقَيَّة وَالتَّشَابِيه. وَغَيْرِهَا مِن طُقُوسٍ وَخُرَافَات؟!!!….}}….
ولكل من يريد أن يطلع على تفاصيل البحث وفقراته يرجى الدخول على الرابط التالي :- https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/posts/473856087592528
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا