غير مصنف

هدايا الحجاج.. تزهر أسواق السعودية و”صنع في الصين” تهددها

جرت العادة منذ عُرف الحج، أن مكة خير مكان للتسوق منه، حيث تفد إليه القوافل من بلدان الشرق والغرب، محملة ببضائع مختلفة، ليجد فيها الحجيج ما لا يجدونه في بلدانهم.

مكة ومع مرور الزمن تطورت أسواقها بشكل كبير، حتى أن شيئاً تفتقده في سوق ما تجده متكدساً بأسواقها العامرة، وليست مكة وحدها، بل المدينة المنورة وجدة أيضاً، وهو ما يرغب الحجاج شراءه من هدايا لأهلهم ومعارفهم، بل إن الهدايا المشتراة من مكة صارت فرضاً يرى الحاج وجوب تطبيقه.

الأسواق السعودية من بين أكثر الأسواق جذباً للشركات والمصانع العالمية، فالقوة الشرائية الناتجة عن وفود ملايين الزوار سنوياً، لغرض أداء فريضة الحج والعمرة، تتطلب توفير بضائع مختلفة، ليس ذلك فقط، بل وبأسعار مناسبة، وهو ما يجده الحجيج في المملكة.

في الأعوام الأخيرة اختلف الحال في تسوق الحجاج والمعتمرين، ورأوا أنه من الأفضل شراء الهدايا من أسواق بلدانهم إذ إنها من المصانع الصينية ذاتها، التي تتزود منها الكثير من الأسواق في المملكة، وهي هدايا تتوافق مع طبيعة المناسبة.

وجرت العادة أن يشتري الحجاج سجادات الصلاة ومسبحات وعطور، وأغلبها صينية الصنع؛ لما عرفت به الصناعة الصينية من سعر زهيد، وجميع هذه الهدايا توفرها أسواق بلدانهم وبأسعار تكون في بعض البلدان أرخص من الأسواق السعودية.

لكن تبقى الهدايا تتنوع وتقسم إلى فروع؛ فللمقربون هدايا تختلف بطبيعة الحال عن غيرهم، ولا يمكن بحال أن يهدي الحاج زوجته سجادة ومسبحة، وهنا تزدهر هدايا أخرى أبرزها الملابس والمصوغات الذهبية توفرها الأسواق السعودية.

وبرغم اختراق الصناعة الصينية جميع الأسواق العربية والعالمية، إلا إن رغبة الحجيج في التسوق من مكة تبقى مستعرة؛ لكونها تتجسد في قيمتها المعنوية، ولأنها من أطهر وأبرك الأمكنة عند المسلمين، وأحبها إلى قلوبهم.

مدينة جدة التي تعتبر المدخل الرئيسي لحجاج بيت الله الحرام في طريقهم من مكة وإليها، أسواقها معروفة عند الحجاج بوفرة مثل هذه البضائع.

ومع استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية، يشكل شراء الذهب الذي يصاغ في دول الخليج أولوية لدى كثير من الحجاج. وسجلت تقارير أن أطنان المعدن الأصفر المصدرة للخارج طفرت إلى أرقام قياسية.

تجارة الـ24 ساعة أو درة المواسم، هي عبارات تطلق على أسواق مكة المكرمة في الحج، حيث ذروة الانتعاش في ظل الزيادة المضطردة يومياً في أعداد الحجيج القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة.

وتعتبر فخامة الأسواق وتوفر التكييف في فصل الصيف، ووجود الماركات وتنوع المعروض أسباباً تجمعت لترفع الطلب على الأسواق المكيفة في مكة المكرمة، وهو ما توفره مكة في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة، جاذبة أعداداً كبيرة من الحجاج للتسوق.

ويؤكد أصحاب متاجر أن بين الحجاج من يشتري الهدايا والخواتم والمساويك، وهناك من يفضل الملابس وألعاب الأطفال والعطارة، وهناك من يشتري الهدايا الثمينة المرتفعة الثمن، وغيرهم يشترون هدايا زهيدة؛ لذلك فمكة توفر كل متطلبات الحجاج في أسواقها.

رغم هذا تنتشر في مختلف البلدان الإسلامية أسواق تتخصص محالها ببيع هدايا الحج، يعمد إلى زيارتها الحجيج قبل ذهابهم إلى أداء الفريضة، لتسوق الهدايا وجمعها في بيوتهم حتى العودة من الحج لتوزيعها على المباركين بعودة الحاج سالماً، مغفور الذنب.

وبالرغم من معرفتهم أن هداياهم مشتراة من أسواق محلية، لكن المباركين بعودة الحجاج يفرحون كثيراً بتلك الهدايا؛ لكونها مقدمة من حاج قدم تواً من أطهر بقاع الأرض، ولا يهم إن كانت الهدية صينية الصنع جاء بها الحاج من سوق بلدته.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى