اخترنا لكنون والقلم

نتنياهو يضحك

لم يظهر بنيامين نتنياهو إلى العلن في الأيام الأخيرة، وهناك تسريبات بأنه يعاني من وعكة صحية، ويقال إن الأطباء عجزوا عن تشخيصها، فقد حللوا الدم وأشياء أخرى، ولم يجدوا ميكروباً أو فيروساً أو بكتيريا ضارة، والسكر ممتاز، وكذلك ضغط الدم، ولا يعاني من عسر هضم أو إمساك، ولم تتمكن منه انفلونزا قديمة أو جديدة، وقواه العقلية سليمة، فاستعانوا بأخصائيين نفسيين ليشخصوا الحالة التي أعجزت كل فروع وتخصصات الطب.

نتنياهو مصاب بحالة ضحك غير مستقرة، ترتفع في لحظة، وتنخفض لعدة دقائق، وبينهما ارتفاع حاد كاد أن «يفطس» خلاله من الضحك، وعندها تنبه أحد «النفسانيين» فأغلق التلفزيون، فإذا برئيس الوزراء الإسرائيلي يعود إلى حالته الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن، ودار نقاش حول القضايا المحلية والخارجية.

فإذا بالرجل يعود إلى شخصيته التي عُرف بها، المتحدث اللبق الحاضر البديهة والمتزن في الشرح والتحليل والاستنتاج، مرت موجة ارتياح عند أهله ومساعديه وأطبائه، وفجأة سأله رئيس الفريق النفسي عن تصوراته للأوضاع العربية خاصة بعد إقدام الأكراد على الاستفتاء، وآخر الأخبار تقول إن نتنياهو مازال يضحك.

قال ذلك الطبيب، وهو من يهود إحدى الدول العربية، إن نتنياهو سليم جسدياً وعقلياً، وليس هناك خوف من الحالة التي هو عليها، فهذه تسمى «حالة انتشاء هستيرية» يصاب بها الذين يحققون نجاحات باهرة تفوق توقعاتهم، فالرجل مع كل خبر جديد حول العراق وكردستان وتركيا وإيران والبرزاني والعبادي وأردوغان «ينتشي» بحلاوة النصر.

لأنه لم يكن يطمح إلى عُشر ما يحدث الآن عندما أيد خطوة برزاني في الإعلان عن الاستفتاء، كان يعرف أن اعتراضات تصدر من هنا وهناك، ويتوقع ضغوطاً عربية ودولية على كردستان، ويأمل أن يستفيد برزاني من كل ذلك، فإذا تراجع عن قراره بالاستفتاء خرج بمكاسب سياسية واقتصادية تمنحه مزيداً من الاستقلالية.

ولكن أن يُجرى الاستفتاء، وأن يطلب العبادي السيطرة على المطار ومراكز الحدود، وأن يقول أردوغان إن جيشه وطيرانه على حدود كردستان وسيقومان بواجبهما كما فعلا شرق الفرات ضد أكراد سوريا، وتغلق إيران حدودها كاملة، عندما تصل الأمور إلى هذا الحد يكون نتنياهو قد حقق إنجازاً سيدخله التاريخ الإسرائيلي من أوسع الأبواب، ولا يُستكثر عليه أن يضحك ويضحك ثم يضحك، فقد بات الفرات قريباً.

هل تذكرون تلك الخريطة المكتوب عليها أن أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل؟!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى